الحمد لله الأول والآخر،الذي كل شيء به قيامه وإليه صائر،أحمده تعالى أن هدانا لصيام رمضان،وأشكره أن أنعم علينا في أثنائه بالقياموتلاوة القرءان،ونشهد أنه الله الذي لاإله إلا هو الحنان المنان،والذي نرجوا منه القبول والغفران والرضوان،ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي به عرفنا نعمة الايمان،ومنه نرجوا الشفاعة يوم العرض على الملك الديان،أللهم أدم عليه أزكى صلواتك والسلام إلى يوم الفوز بلقائه عند حوضه المورود بمشيئتك ياإلهنا ضمن وفدك عباد الرحمان.
عباد الله:
ما هو شعورنا ونحن في وداع شهر الله رمضان،وما هو موقفنا بعد شهر رمضان،هل سنكون أوفياء بالعهود المعقودة مع الله في أثنائه؟،بالبقاء على التوبة والاعراض عن عصيانه،هل مساجدنا ستبقى ملأى بزوارها المومنين سجدا وفياما؟،مترنمين بئايات الله البينات متفكرين في مصيرهم ضارعين خاشعين،أم سنغادرها ولعياذ بالله إلى الملاهي ومراتع الشيطان اللعين،كأن العبادة الإلهية رمضانية ٌفقط،كــــــلا إن من لم يتأثر بنفحات رمضان المباركة وانسلخ من نزواته النفسانية،متحليا بلباس التقوى والفضيلة،فلا شك أن صومه وقيامه لم يستوفيا الشرطين المطلوبين في قوله [ص] من صام رمضان .... الحديث ] فلا شك أن مردة الشياطين قد غلت وسجنت في رمضان وستحاول بعد رمضان أن تقوم بهجوم مضاد لاقتناص من
تفلت منها في رمضان،وستُجلب على قافلة المومنين بوسائلها الحربية عساها تستكثر مرة أخرى من وفودها إلى جهنم،خيب الله مسعاها وجعل بيننا وبينها سدا منيعا من الايمان الصادق والعمل الصالح على صراطه المستقيم.
عباد الله
هذا هو شهر الصفا والوفاء،شهر التقى والهدى،شهر القرءان وليلة القدر،قد أوشك على الانصراف والوداع،فكم من صائم لا يصوم غيره أبدا،وكم من قائم لا يقوم بعده أبدا،والعامل يُعطى أجرَه عند فراغه من عمله،وها نحن على وشك الفراغ ،فليت شعري من هو القبول منا فنهنيه،ومن المردود فنعزيه،وقد يعرف المقبول والمردود عندما يعرض المرء هذا الحديث النبوي الشريف على نفسه؛فإن طبقها على نفسه من أول رمضان إلى ءاخره فبشرى له،وإلا فلينح على نفسه وليتب إلى ربه،وذالك حينما يقول معلم الأمة [ص] " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم إني صائم."] ويقول رسول الله ص " لو تعلم أمتي ما في رمضان من الخير؛لتمنت أن يكون رمضان السنة كلها،" ونودعك ونحن في ءاخر جمعة وفي أواخر أيامك العطرة ياشهر الرحمة والغفران،ياسيد الشهور رمضان،بسلام أهل الايمان،ويعلم الله أننا في شوق زائد إليك،الســــــــــــــلام عليك ياشهر الايمان،الســـــــــــــــلام عليم ياشهر القرءان،الســـــــــــلام على العيون الساهرة، ومن خوف الله باكية، وإلى رحمة الله ورضوانه متطلعة،الســـــــــــلام على القلوب الخاشعة، والانفاس الصاعدة،والالسنة الذاكرة،الســـــــــــــلام على الاجسام المجاهدة،وفي طاعة ربها غير متوانية،الســـــــــــــلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،و"الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " بجاه سيد الاولين وقائد الغر المحجلين الذي نجعل مسك الختام؛الصلاة عليه والسلام
اللهم ..........
الخطيب بالمسجد الكبير العتيق بتراست : الحاج أحمد اليوربوعي