منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
الإسلام وحقوق الانسان 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / انت غير مسجل في هذا المنتدى يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الإسلام وحقوق الانسان 829894
ادارة منتديات مسجد الكبير لتراست الإسلام وحقوق الانسان 103798
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
الإسلام وحقوق الانسان 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / انت غير مسجل في هذا المنتدى يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الإسلام وحقوق الانسان 829894
ادارة منتديات مسجد الكبير لتراست الإسلام وحقوق الانسان 103798
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست

التواصل مع المدرسة : madrasttarrasst@gmail.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسلام وحقوق الانسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن اليوربوعي

حسن اليوربوعي


عدد المساهمات : 571
نقاط : 11502
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 53
الموقع : جهة سوس

الإسلام وحقوق الانسان Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام وحقوق الانسان   الإسلام وحقوق الانسان I_icon_minitimeالإثنين 30 أبريل - 13:04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الإسلام وحقوق الإنسان

موضوع شارك به عضو الرابطة ذ/ احمد اليربوعي في تكوين العلماء الوسطاء على تثقيف المواطنين وتوعيتهم بمخاطر فقدان المناعة المكتسبة والأمراض المنتقلة جنسيا وحقوق الإنسان والمنظم من طرف الرابطة المحمدية للعلماء بالمدرسة العتيقة بترا ست – انزكان، أيام 11 / 12 / 13 محرم الحرام 1433هـ موافق 7 / 8 / 9 دجنبر 2011 م

إخواني، أخواتي، أيها السادة والسيدات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بعد حمد الله تعالى المتجددة نعمه، والصلاة والسلام على من أرسله تعالى رحمة لخلقه، وخاتما لرسله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبع نهجه إلى يوم لقائه.
لا يخفى على ذي لب ما حبا الله به الإنسان من كرامة، وما أحاطه به من عناية، إذ جعله له في الأرض خليفة، وحمله الأمانة، وصوره في أحسن وأجمل صورة، وسخر له الكون أرضا وبحرا وجوا، وما في الكون السفلي والعلوي مما فيه منفعته وصلاحه، وزوده بعقل مستنير ينفذ به إلى أسرار مخزون الكونين، وبقلب يميز به بين الخبيث والطيب، والضار والنافع، وأطره بأنبياء ورسل لتقويم سلوكه، حتى خاتمتهم سيدنا محمد 'ص'، وحيث لا نبي بعده 'ص'، جعل علماء هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل، فوجه الله تعالى الأمة إليهم للاقتباس بواسطتهم، لما حباهم الله به من إرث نبوي مستمد من كتابه تعالى، وسنة رسوله (ص)، قال تعالى "فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"سورة الانبياء.
ولهذه المكانة العلمية، أولاهم المجتمع في كل عصر وحين ثقة كاملة، لأنهم يستمدون من هدي القرآن وهدي النبي المختار، فصار المجتمع يلتجئ إليهم عندما تدلهم السبل وتتشابك في أذهانهم خيوط الحيرة، لما لهم من وسائل الإقناع والاقتناع، وتحريك الإنسان داخليا روحيا ووجدانيا، الشيء الذي لا يتحرك بالوسائل المادية الصرفة، إذ لا يصل إلى أعماق النفس كما يصل إليها عالِم الدين، المقتبِس من نور النبوة،
ومن هذا القبيل، اِلتجأ برنامج الأمم المتحدة المشترك، لمحاربة مرض الإيدز، والأمراض المتنقلة جنسيا، والهيئة الدولية لصحة الأسرة، والبرنامج الإقليمي للإيدز في البلدان العربية، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، إلى الرابطة المحمدية للعلماء، لعقد التشارك معها في التعاون على محاربة السيدا، والتوعية في موضوع الصحة الإنجابية، ومكافحة العنف الاجتماعي، لما لأمينها العام الدكتور أحمد عبادي، ِمن تحرك فعال، ومشاركته المتميزة في إعلان القاهرة 2004، وفي كل المنتديات الدولية والإقليمية والوطنية، ولما اكتسبته الرابطة المحمدية للعلماء، مِن صَيت عريض في خدمة الثقافة وحقوق الإنسان .
وعمَلنا اليوم ـ معشرَ السادة ـ كعلماء دين، وكأعضاء الرابطة، داخل في إطار التوعية المجتمعية، ليس على المنابر والكراسي العلمية، كما هو المعتاد، بل بالانتقال إلى أماكن التجمعات، مِن مدارس ومعاهد وضيعات، والنوادي النسوية والمعامل والسجون، ودور الشباب والمراكز المهنية، كما كان النبي 'ص' ينتقل من قبيلة لقبيلة، لتبليغ الدعوة الإسلامية ومناهضة الوثنية والعوائد الجاهلية، وكذا الصحابة الكرام والسلف الصالح، لأن علماء الدين أطباءُ القلوب والنفوس، فكما أن الأطباء ينتقلون لمواطن الأوبئة قصد حصرها وجعل الحد لها، فأنتم أولى مَن يتولى قيادة الجهاد لدرء الأخطار المحدقة بالأمة، وأنتم أولى مَن يتمثل قول الله عز وجل "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
والآن، وبعد هذا المدخل وبكل اختصار، أنتقل إلى موضوع
الإسلام وحقوق الإنسان، التي مِن ضمنها حقوق النساء،
نسمع كثيرا بمؤتمرات عالمية لحقوق الإنسان، تعقد هنا وهناك، من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 ،الذي يحض على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، إلى اتفاقية 1979، إلى المؤتمر العالمي في المكسيك 1975، إلى مؤتمر نايروبي 1985، إلى كثير من المؤتمرات الدولية، تحوم جلها حول الحد من العنف ضد النساء، واسترداد مكانتها كجنس بشري متساو في الحقوق مع أخيه الجنس الذكوري، فيعتقد الكثير ـ ومع الأسف، حتى مِن المسلمين ـ أن هذه الحقوق لم تعرف ولم تناقش إلا بعد الفواجع الإنسانية المترتبة عن الحربين العالميتين اللتين أتتا ليس على حقوق الإنسان فقط، بل على حقوق كل كائن حي على هذه البسيطة، للأسباب المعروفة في التاريخ،
بل إن الدين الإسلامي، الذي هو دين البشرية جمعاء، لم يفرض إلا لحماية كرامة الإنسان وحقوقه، ذكرا كان أو أنثى، وأعلاها المقدسات الست، الدين النفس النسب العقل العرض المال، إذ جعل الشرك من أكبر الكبائر التي لا تغتفر، وكذلك قتل النفس بغير حق، وأوجب عليه الخلود في النار، وللمحافظة على النسب حرم الزنى، وسماه أكبر الفواحش، وللمحافظة على العرض أوجب حد القذف، وللمحافظة على العقل حرم كل مسكر، وللمحافظة على المال حرم القمار والرشوة والغصب والربا، وفرض حد السرقة، وحرم كل ما يؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل، ولكي يعيش الإنسان آمنا في نفسه ودينه وعرضه وأهله وممتلكاته، ومتمتعا بحقوقه المادية والمعنوية، حرم الظلم بكل أنواعه.
وقد عاشت الأجناس المختلفة الأديان والأعراق، في ظل الإسلام، آمنين مطمئنين، ولا وقت لذكر الصور الرائعة لمدى ما تمتعت به الإنسانية من حقوقها الكاملة في ظل الإسلام، ولم يفرق الإسلام أبدا بين الذكر والأنثى، إلا فيما فيه مصلحة الجنسين، نظرا إلى تكوينهما البنيوي، إذ لم يفرض على النساء ما فرضه على الرجال حِفاظا على كرامتهن وفضيلتهن، قال تعالى "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"، والإسلام بنصوص دستورَيْه، القرآن والحديث، لم ينصا أبدا إلا على المساواة بين الذكر والأنثى، خلاف ما يعتقده مَن في قلبه مرض، أو لا علم له بالإسلام.
مِن هذا الجانب، تكمن أهمية مهمة علماء الدين، وهي التوعية الحكيمة بحقوق الإنسان في الإسلام وحقوق المرأة، وبالواجبات المترتبة على كل منهما، لأن إهدار الحقوق يأتي غالبا من النكوص عن أداء الواجبات، وغالبا يأتي العنف الاجتماعي من هذا الجانب، وبحكم التجربة وما يعرض علينا من مشاكل ومشادة بين الزوجين، تجد أن أحدهما أوكليهما قد أخلا بواجباتهما نحو بعضهما لبعض.

حقوق النساء قديما وحديثا
يعتبر المجتمع الإنساني منذ القدم، مجتمعا ذكوريا في الحضارات القديمة كالإغريق والرومان، تعتبر فيه المرأة جنسا ثانويا، ما خلق إلا لخدمة الجنس الآخر، وفي القرون الوسطى تعتبر المرأة عند الغربيين شيئا حقيرا، ويذكر عن' ليكي' صاحب كتاب أخلاق أوربا "أنهم كانوا يفرون من ظل النساء ويتأثمون من قربهن، ولو كُنّ أمهاتٍ أو زوجاتٍ أو أخواتٍ" وزاد فقال "ومن الطريف أن القانون الانكليزي عام 1805 كان يبيح للرجل بيع زوجته، بل حدد الثمن بستة بنسات"(1)
ومع التقدم الصناعي ونهضة أوربا، وانحصار سلطة الكنيسة، تحررت المرأة، ولكن تحررا فوضويا، فنضب ماء الحياء، وانحلت عرى العفاف والفضيلة، فحلت الإباحة محل القيود الزوجية، الشيء الذي جعل الأسر مفككة، والفضيلة منعدمة، والأمراض المتسببة عن الجنس منتشرة.
أما فيما يخص الشعب العربي في الجاهلية، فنصيب المرأة من المهانة لم يكن أقل من نصيبها عند أوربا، فاعتُبرت عندهم مخلوقا للمتعة والخدمة ليس إلا، وعنصرا جالبا للعار والمذلة، من هذا المنطلق يئيدون البنات، حتى صار مِن شعارهم "وأْد البنات من المكرومات" ولا حق لهن، لا في الإرث ولا في أي تصرف في أنفسهن ولا في مال إلا بإذن الرجل وتحت تصرفه، وقد حكى الله هذه المعاملة الشنيعة في أكثر من آية، مثل قوله تعالى "وإذا بشر أحدهم ..." الآية، إلى أن جاء الإسلام فرد للإنسانية كرامتها، وللمرأة حقوقها، ولا مجال لذكر النصوص القرآنية المتعددة في هذا المجال، ويُغني عن ذكر ذلك كله، قوله تعالى"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" وقوله تعالى "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" وجعل الإسلام حدا لهذه التصرفات الشنيعة، تجاه مَن أدخله الله في جنس الإنسان المسئول بالتكريم "ولقد كرمنا بني آدم ... " كيف ذلك ؟




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - من كتاب 'الأمراض الجنسية عقوبة الهية' لـ د/عبد الحميد القضاة

إن الجنس الأنثوي مكرم في الإسلام أيما تكريم، وأعطاه كامل الحقوق، ولم تحط المرأة في ظل الإسلام إلا بالتكريم المنقطع النظير، وبنصوص قطعية لا تقبل التأويل،
منها حقوقها كبنت، فقد نهى الإسلام، بل أوعد بالوبال مَن استهان بها، وهضمها حقها، ووعد بالجنة مَن أكرمها واعتنى بتربيتها، وقد جاءت أحاديث كثيرة توجه الأولياء للاعتناء بها، كما أورد الحاكم عنه 'ص' "مَن كان له أنثى فلم يئدها ولم يهُنها ولم يؤْثر ولده عليها ـ يعني الذكور ـ أدخله الله الجنة" كذا ما رواه الشيخان، حيث قال 'ص' "مَن بلي من هذه البنات بشيء، فأحسن إليهن كُنّ له سترا من النار"
أما حقهن في التربية والتعليم، فإنه مِن جملة الإحسان إليهن، الواجب لهن بنص القرآن في سورة التحريم، "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ..."الآية، وبنص الحديث " ما نحل والد ولدا مِن نَحل أفضل من أدب حسن" رواه الترمذي
ومنها حقها كأخت، فقد روى أبو سعيد الخدري "مَن كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو أختان أو بنتان، فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن، فله الجنة"
وقد علّم الرسول الأكرم 'ص' الأمّة بما يجب للأخوات من الاحترام، مِن خلال معاملته لأخته من الرضاع، الشيماء بنت مرضعته حليمة السعدية 'ض'، فأكرمها أيما إكرام، فشفعها في قومها قبيلة هوازن، وبسط لها رداءه وأجلسها عليه، ثم خيرها قائلا "إن أحببت الإقامة فعندي محببة مكرمة..." الخ القصة، وقد أفاض الشيخ البوصيري في هذه القصة في همزيته إذ قال " منّ فضلا على هوازن ...الأبيات
فكان'ص' أعطى حق عقد الأمان لأم هانئ أخت علي 'ض'، إذ أجارت الحارث بن هشام، وزهير بن أمية المخزومي، فأجاز عليه السلام جوارها قائلا "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ"
وأما حقوقها كزوجة، فيكفي قوله تعالى، وهو قول جامع مانع "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" وقوله 'ص' فيما يرويه ابن حبان في صحيحه خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" وقوله 'ص' في الصحيح "أنا لكِ كابي زرع لام زرع"
ولاهتمامه 'ص' بحقوق الزوجة، وكأنه يخبر بما سيتعرضن له مما يتنافى مع كرامة الإنسان، وذلك في خطبة الوداع ألأساسية، التي أعطى فيها الخطوط العريضة للمبادئ الإسلامية وتوابثه القيمة، حيث قال في أثنائها "ألا واستوصوا بالنساء خيرا ..." إلخ ما جاء في حقوقها، الواجب احترامها من طرف المجتمع، وهي مسئولة عن شؤون أسرتها، كما أن الزوج مسئول، والزواج في الإسلام عهد وميثاق، وقد أوجب الوفاء بالعهود، وهي إحدى ركائز الأسرة والمجتمع، وقد قيل 'وراء كل رجل عظيم امرأة' وقد أعطت أول زوجاته 'ص' أمنا خديجة 'ض' للنساء مثال الوفاء، وكانت أقوى سند له في أوائل بعثته 'ص'، وهذا معروف في السيرة، ويكفي النساء شرفا أن هذه العفيفة الوفية الطاهرة، هي السبّاقة للإسلام قبل أي رجل.
حقوقها كأم، فعن هذا حدث ولا حرج، فيكفي للاختصار ما ورد في الصحيحين، عن أبي هريرة حيث قال: جاء رجل إلى رسول الله 'ص' فقال يا رسول الله، مَن أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم مَن؟ قال أمك، قال ثم مَن؟ قال أمك، قال ثم مَن؟ قال أبوك " وجعل حق الأب في الرتبة الرابعة بعد الأم.
هذا، ومَن تأمل هذه النصوص القطعية، وقاسها بما ورد في القوانين الوضعية، أدرك أن الإسلام هو الذي أسس لحقوق الإنسان عامة، وحقوق النساء خاصة، ولا مجال لأي كان، أن يدعي أن حقوق الإنسان لم تعرف إلا بعد عصبة الأمم، ومنظمة الأمم المتحدة، والمنظمات المتفرعة عنها، إلا أن هذه المنظمات عملت على تضافر الجهود للتوعية بحقوق الإنسان، وتساعد على نشرها وتنزيلها على واقع المجتمع البشري، الذي أداه جهله بالرسالات السماوية، والحقوق والواجبات المترتبة عليه، إلى ما يشاهد من المشاكل والأمراض النفسية والجسدية والمجتمعية، الشيء الذي جعل المنظمات المعنية، تهتم بالتوعية الدينية، بواسطة علماء الدين، على حد الحكمة القائلة "الوقاية خير من العلاج" ولأن الوازع الديني والروحي، هو الذي يقوّم سلوك الإنسان ويرده إلى جادة الصواب، لأن الله تعالى يتولى الصالحين.

الخاتمـــــــــــــــة
إن فكرة إدراج الصحة الإنجابية، وحقوق الإنسان ومكافحة العنف، المبني على النوع الاجتماعي، في الخطاب الديني، فكرةٌ موفقة ذات مغزى ودلالة، على أن الفطرة الإنسانية لا تنجذب بقناعة، إلا باللغة الروحانية المستمدة من الوحي الإلهي، الذي يحرك من الإنسان مكامن جاذبية الإيمان، بوحدانية الله وعبوديته لخالقه، التي تجعله يتبين الخيط الأبيض من الأسود، وبواضح العبارة فإن العالَم سيدرك آجلا أم عاجلا، أن الإسلام هو الحل، لأن الدياناتِ السماويةَ المؤطرةَ للإنسانية، مسخت وحرفت حتى لم يبق منها إلا الاسم، ولم يبق في الميدان إلا الإسلام، المعصوم من التبديل والتحريف، بحكم كتابه الذي تكفل الله بحفظه "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
ولكون الإسلام أحل كل الطيبات، وأباح من الملذات ومتع الحياة للإنسان كل شيء، إلا ما فيه مضرته، جسديا أو عقليا أو روحيا أو دينيا أو اجتماعيا واقتصاديا، يقول دستوره الحكيم، في سورة الاعراف "قل مَن حرّم زينة الله التي أخرج لعباده من الطيبات والرزق..." الآيات
وللمحافظة على الكرامة الإنسانية، من النجاسات الشيطانية، شرع الله له عصمة متجددة، ممَثّلة في العبادات المفروضة، لتقوية إيمانه وارتباطه بخالقه، الذي يرتقي بروحانية على ما ديته، قال تعالى "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" وقوله 'ص' إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع" أي بالصوم، وقال "الصوم جنة"
والعبادة الخالصة، توقظ القلب من الغفلة وتحييه، والبعد عنها يميته ويرديه، وقد ورد "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله ...الحديث، وعندما يَحيى القلب بوازع الإيمان، المجسد بصالح الأعمال، تتهذب النفس، وتنقبض عن الشهوات البهيمية، وقد أورد الديلمي قوله 'ص' "إذا أراد بامرئ الله خيرا جعل له واعظا من قلبه" وفي هذا المعنى يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي: "إن الإيمان مدرسة خلقية، وتربية نفسية، تُملي على صاحبها الفضائل الخلقية، من صرامة إرادة، وقوة نفسية، ومحاسبتها والإنصاف منها، وهو أقوى رادع عرفه تاريخ الأخلاق وعلم النفس، عن الزلات الخلقية، والسقطات البشرية، إذا جنحت به النفس البهيمية، تحول هذا الإيمان وخزا لاذعا للضمير، لا يرتاح حتى ينفك منها، ولو بإقدامه على أشد العقوبات إيلاما في الدنيا، تفاديا لعقوبة أشد وأطول في الآخرة اهـ كلامه بتصرف.
وكلام هذا الأستاذ المفكر، يذكر بقضيتين وقعتا بمحضر الرسول 'ص'، إحداهما قصة ماعز بن مالك الأسلمي 'ض'، حيث جاء إلى الرسول 'ص' معترفا بالزنى قائلا يا رسول الله، طهرني، إني ظلمت نفسي، فأعرض عنه 'ص' مرتين، فاختبره في الثالثة في حالته العقلية، فوجده ثابتا رزينا، فلما جاءه الرابعة أمر برجمه. والثانية ما وقع للمرأة المعروفة بالغامدية، ومعروف في الشريعة أن الحدود كفارات، قال تعالى "ولكم في القصاص حياة ..."الآية و'حياة' بلفظ النكرة يحتمل ـ والله أعلم ـ عدة أوجه الحياة، حياة النفس بالطمأنينة والسكينة، حياة الفضيلة والعفة، حياة أنفس كثيرة لولا القصاص لارتكب كثير من الجرائم، ولذهب جراءها كثير من الأرواح البريئة، ولانتهك كثير من الأعراض، وانتهك الكثير من الحرمات.
ولكون فاحشة الزنى طريقا منحرفا لتصريف الطاقة الجنسية، والسبب الرئيسي لكوارث السيدا، والعنف الاجتماعي، ولكثير من الأمراض المتفرعة عنه، ولما يؤدي إليه من اختلاط الأنساب، وانهيار الأسر والمجتمعات، وطغيان الرذائل واندثار الفضائل، فإنه بحق عدوان على الفطرة البشرية السليمة، وعدوان على روابط الأسرة من التآلف والمودة والاستقرار، وتخريب المجتمع، لكل هذا حرمه الله تعالى، وحرم كل ما يؤدي إليه، من التبرج والاختلاط والميوعة، والخلوة الآثمة والغناء الفاحش، والصور العارية والمشاهد الفاضحة، لذا قرر علماء الشريعة أن كل ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام، وبنصوص لا تقبل التأويل، ولكون الإسلام حدد الحقوق والواجبات، بميزان القسط والعدل، تحفظت الدول الإسلامية على الاتفاقية الدولية، فيما يخص المواد المصادمة لنصوص الدستور الإلهي الحكيم.
هذا ولتوعية المجتمع بمخاطر الخروج عن إطار الشرع الحنيف، وتوضيح العواقب الوخيمة، التي يعذب الله بها دنيا وأخرى مَن تعدى الحدود، وتوضيح المنهج الرباني، وبأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، وتوعيته بكرامته الإنسانية، التي يجب أن تصان، وبفضيلته الإسلامية، التي يجب أن تتقوى، ولِحضّ المجتمع على تسهيل الزواج والتشجع عليه، والحض على العفة والفضيلة، وعلى الصوم لمن لم يستطع، وملء الوقت بما يفيد،
من أجل القيام بهذه المسئولية الجسيمة، اجتمعنا لنتذاكر مع خبراء الرابطة المحمدية للعلماء، من علماء الطب والاجتماع وعلم النفس، ذوي الخبرة الواسعة في هذا المجال، وهي فرصة للجميع، لنؤدي واجبا دينيا ووطنيا، ولنشارك بفعالية بحظ وافر في التنمية البشرية الشاملة، التي في مقدمة قوافلها حامي حمى الوطن والدين، جلالة أمير المومنين محمد السادس، أيده الله بمزيد من النصر والعزة والتمكين، وأقر عين جلالته بسمو ولي عهده، وحفظه في أسرته وشعبه، وحقق لأعمالنا النجاح المنتظر، والله ولي التوفيق. "إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا". والسلام عليكم

بقلم ذ / أحمد اليوربوعى شيخ مدرسة تراست العتيقة و عضو الرابطة
المحمدية للعلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسلام وحقوق الانسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اعضاء جسم الانسان
» التنفس عند الانسان
» نعن الله المتجدد على الانسان
» نعن الله المتجدد على الانسان
» " اختر مصيرك ايها الانسان "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست  :: نادي العلماء الوعاظ والواعظات :: نادي الوعاظ والواعظات-
انتقل الى: