بسم الله الرحمن الرحيم التعريف بمؤلف جوهرة التوحيد: هو الإمام برهان الدين إبراهيم بن حسن اللقاني المصري المتوفى سنة 1041 هـ، عدد أبيات المنظومة 144 بيتا Pمضمون البيت 1: مما يجب الإيمان به سؤال القبر لكل إنسان بغض النظر عن دينه من طرف منكر ونكير والسؤال ما دينك؟ ما نبيك؟ الخ بالنسبة للمكلفين، واستثنى من السؤال الأنبياء والشهداء ومن داوم على قراءة سورة الملك كل ليلة. Pمضمون البيت 2: وكذلك عذاب القبر للكافر والمنافق العاصي، أما المومن فيفسح له في قبره ليصبح روضة من رياض الجنة كما ورد في الحديث، وضغطة القبر لا ينجو منها إلا الأنبياء و إلا فاطمة بنت أسد لنزول النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها عند دفنها ومن قرأ سورة الإخلاص في مرضه. Pمضمون البيت 3: وكذلك نعيم القبر كما مر وهو توسيعه وجعله روضة من رياض الجنة . Pمضمون البيت 4: وكذلك البعث والحشر، والبعث إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم وحشرهم أي سوقهم إلى المحشر، وهو موقف المحاسبة والموازنة والقصاص، وهي الأرض البيضاء المقدسة المشار إليها في قوله تعالى " يوم تبدل الارض " الآية، و أول من تنشق عنه الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.وإلى هذا يشير المصنف بقوله: سؤالنا ثم عذاب القبر نعيمه واجب كبعث الحشر. البيت 96 . Pمضمون البيت 5: ويعاد نفس الجسم الفاني كليا بعد العدم إلا عجب الذنب، وهو عظم دقيق في نهاية فقر الظهر، لقوله تعالى "كما بدأكم
تعودون" وقيل بعد تفرقة أجزائه فتجمع وتعاد، والقول الأول هو الراجح، إلا الأنبياء والشهداء فلا تأكل الأرض
أجسامهم، والأعراض المتعلقة بالذات من طول وقصر ونحوهما تعاد معها، وغيرها مما لا علاقة لها بالذات تعاد
مصورة إما حسنة كالحسنات وإما قبيحة كالمعاصي. والعلم لله وحده.
والخلف في إعادة أزمنة مرت على الإنسان في الدنيا كالصبا والشباب الخ أو عدم إعادته خلاف بين العلماء
والتفويض أسلم. والحساب وهو توقيف الله الناس على أعمالهم من خير أو شر ثابت بالكتاب، ﴿ان الله سريع
الحساب﴾ والسنة "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" وإجماع المسلمين، إلا من استثنى بنص الحديث "يدخل الجنة من
أمتي سبعون ألفا ليس عليهم حساب" متفق عليه. وإلى كل هذا يشير المصنف بقوله:
وقل يعاد الجسم بالتحقيق إلى قوله وما في حق ارتياب 4 أبيات Pمضمون البيت 6: السيئات يجازي عليها بمثلها، وهي ما يذم فعله شرعا، والحسنات مضاعفة بفضل الله تعالى وهي ما يمدح فاعلهشرعا، ومضاعفة الحسنات من خصائص هذه الأمة، والحمد لله، وذلك بقدر الإخلاص في العمل لقوله تعالى "منجاء بالحسنة ...." وهذا ما يشير إليه المصنف بقوله: فالسيئات عنده بالمثل .... Pمضمون البيت 7: ومما يجب اعتقاده أن الله تعالى يغفر الذنوب الصغائر باجتناب الكبائر، وعلى رأسها الموبقاتالسبع: الشرك بالله والسحر وقتل النفس بغير حق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصناتالغافلات لقوله تعالى "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم " الآية ولقول المصنف وباجتناب للكبائرتغفر.... وان الوضوء يكفر الصغائر لقوله (ص) لا يسبغ أحد الوضوء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وغيرهمن أعمال البر كالصلاة وغيرها لقوله تعالي "إن الحسنات يذهبن السيئات" Pمضمون البيت8: ومما يجب اعتقاده الإيمان باليوم الآخر يعني يوم القيامة (يوم يقوم الناس لرب العالمين) وأوله من يوم الحشر إلىدخول إحدى الدارين، وكذلك الإيمان بهول موقف الحساب حيث يتكبد الناس أهوالا على قدر أعمالهم إلا أن الأنبياء والصلحاء ﴿لا يحزنهم الفزع الاكبر﴾ سورة الانبياء الاية 103، ولكنهم يخافون ربهم خوف إجلال.وعلاماته الكبرى عشرة (انظرها في الشرح) Pمضمون البيت 9: ويجب الإيمان بأخذ العباد صحف أعمالهم يوم القيامة، فالمؤمن بيمينه والكافر بيساره من وراء ظهره كما جاء بهالكتاب والسنة وإجماع الأمة، أما المنافق فاختلف فيه. قال تعالى "فأما من أوتي .... " الآية 19إلى 27. وواجب أخذ العباد الصحفا .... Pمضمون البيت10: ويجب الإيمان بوزن أعمال العباد لقوله تعالى " ونضع الموازين القسط .... " الآية .إلا الأنبياء والملائكة ومن لا حساب عليهم فلا. فتوزن الكتب على الراجح من الأقوال، لا صور الأعمال. لقوله: ومثل هذا الوزن والميزان فتوزن الكتب أو الأعيان. Pمضمون البيت11: ويجب الإيمان بالصراط، وهو جسر على متن جهنم يرده الأولون والآخرون، وكلهم ساكتون إلا الأنبياء فيقولون اللهم سلم سلم الحديث متفق عليه. وهو أدقّ من الشعرة وأحدّ من السيف وطوله ثلاثة آلف سنة، ألف صعود، وألف هبوط، وألف استواء، كل يمر عليه على قدر عمله، فمنهم من يمر بأقصى سرعة، ومنهم ناج، ومنهم موبق قال تعالى " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " و إلى هذا يشير المصنف: كذا الصراط فالعباد مختلف مرورهم فسالم ومنتلف.P مضمون البيت 12:ويجب الإيمان بعرش الرحمان والكرسي وهما آية الجلالة، والأولى أن نمسك عن حقيقتهما إذ هما آية القدم، ثم الإيمان بقلم القدرة ونقول في كل ذلك "ولا تقف ما ليس لك به علم" وكذلك الإيمان بالملائكة الكتبة الحفظة لأعمال العباد لقوله تعالى "وإنّ علكم لحافظين " الآية، وكذا باللوح المحفوظ الجامع لما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وخلق الله كل هذا لا لاحتياجه إليها، لأن الله غني مطلق، بل لحكم لا يعلمه إلا هو جل علاه، .يجمع كل هذا قول المصنف: والعرش والكرسي ثم القلم والكاتبون اللوح كل حكم لا لاحتياج وبها الإيمان يجب عليك أيها الإنسان.P مضمون البيت 13:كما يجب الإيمان بالنار التي أعدت للكافرين، أو بالجنة دار النعيم للمؤمنين، فطبقات النار سبع لقوله تعالى "لها سبعة أبواب" أعلاها جهنم وأسفلها الهاوية، أعاذنا الله منها، والجنة اختلف في عددها بين سبعة إلى ثمانية إلى اثنتين، أعلاها جنة الفردوس، متعنا الله بها. وإلى هذا يشير المصنف: فالنار حق أوجدت كالجنة .....P مضمون البيت 14:ويجب الإيمان أيضا بحوض النبي (ص) على الأرض المبدلة، من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا كما جاء في الكتاب "إنا أعطيناك الكوثر" والسنة ففي الصحيحين حوضي مسيرة شهر الخ الحديث. يشرب منه المؤمنون ويذاد عنه المرتدون والزائغون عن سنته (ص) وهل قبل الصراط أو بعده الله أعلم. وإلى هذا يشير قول المصنف: إيماننا بحوض خير الرسل ... الخ ورد على من أنكر بالأحاديث المتواترة وبالقرآن انظر تفسير ابن كثير.P مضمون البيت 15:ومما يجب اعتقاده ثبوت الشفاعة عند الله لنبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي الشفاعة العظمى لأهل الموقف عندما يشتد عليهم الكرب فيلتجئون إلى آدم ثم من بعده إلى أن يصلوا إلى النبي (ص) فيقول أنا لها أنا لها، وقد ورد في الصحيح أنا أول شافع وأول مشفع وهو المقام المحمود الوارد في سورة الاسراء "عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" يحمده فيه الأولون والآخرون وله صلى الله عليه وسلم شفاعات أخرى كما لغيره من الأنبياء والمرسلين والملائكة والشهداء والعلماء العاملين، وأطفال المسلمين الذين ماتوا ولم يبلغوا الحلم كما جاءت به السنن، كل ذلك بإذن الله عز وجل، إظهارا لمزية المشفع كما في آية الكرسي " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " وقوله تعالى قي سورة الانبياء "ولا يشفعون إلا لمن ارتضى" الآية ولهذا يشير قول المصنف: وواجب شفاعة المشفع الخ P مضمون البيت 16:والذنوب كلها كبيرها وصغيرها يجوز في حقه تعالى غفرانها تفضلا، وتعذيب من أراد عدلا، إلا الكفر فممتنع نقلا لقوله تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به " الآية. ولذا فأمر المذنب مفوض إلى الله تعالى، ومن أراد تعذيبه من أهل الكبائر من المؤمنين فإنه لا يخلد في النار لأنه لا يخلد في النار إلا الكافرون لقوله تعالى "انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و ماويه النار" وغيره من الأدلة النقلية كتابا وسنة. وإلى هذا يشير قول المصنف: إذا جائز غفران غير الكفر ... الخ .P مضمون البيت 17:ومما يجب اعتقاده حياة الشهداء في البرزخ حياة غير معلومة الكيفية، إلا ما ورد نقلا في الكتاب والسنة. وإلى هذا يشير المصنف: وصف شهيد الحرب بالحنة ورزقه من مشتهى الجنات.P مضمون البيت 18:وفي اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الرزق ما انتفع به صاحبه من حلال ومكروه وحرام، لا ما ملكه واكتسبه خلافا للمعتزلة لحديث ابن مسعود مرفوعا إن روح القدس نفث في روعي لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها.. الحديث.P مضمون البيت 19:وهل ترك الاكتساب والتوكل على الله وترك الأسباب مع التمكن منهل والتفرغ للعبادة والوثوق بما عنده أفضل سلامة من فتنة المال والمحاسبة عليه، لما أخرجه القطاعي من انقطع إلى الله تعالى كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب .أو الاكتساب وهو مباشرة أسباب العيش لكف النفس عن التطلع لما في أيدي الناس ومواساة المحتاجين وصلة الأرحام وسد ثغرة يمكن أن يتسلل منها الشيطان إليه الذي قال فيه الله عز وجل"الشيطان يعدكم الفقر " ولكسب القوة المحمودة في ذات الله عز وجل لقوله (ص) "المؤمن القوي خير وأحب إ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير" الراجح من القولين الفصل حسب أحوال الناس، فمنهم من لا يصلح دينه إلا بالغنى، ومنهم من لا يصلح دينه إلا بالفقر كما ورد.مضمون البيت 20:الشيء عن أهل السنة هو الثابت الموجود لأن الأمور قبل وجودها لا ثبوت لها، خلافا المعتزلة القائلين بأن الأشياء ثابتة في نفسها قبل وجودها وإنما هي مستترة كاستتار الثوب في الصندوق، وهذا عندنا ليس بشيء لقول المصنف: وعندنا الشيء هو الموجود.P مضمون البيت 21:الوجود هو عين الموجود حقيقة وعين ثبوته، والجوهر الفرد ـ وهو أدق الأجزاء الذي لا يتجزأ ولا يقبل القسمة ـ حادث أي مسبوق بالعدم، والعالَم بجميع أجزائه حادث، خلافا للفلاسفة القائلين بأن جميع الأجسام متركبة من (الهيولي) أي المادة باللغة اليونانية ومن الصورة، وعند أهل السنة لا قديم في الكون سوى الله عز وجل. وإلى هذا يشير المصنف: وجود شيء عينه والجوهر الفرد حادثْ عندنا لا ينكر.P مضمون البيت 22:الذنوب عند أهل السنة نوعان كبائر وصغائر، خلافا للمُرجئة القائلين بأنها كلها صغائر، ثم الكبائر تجب منها التوبة حينا لأن تأخيرها ذنب آخر متجدد، وإن تاب ورجع فإن ذنبه الأول لا يعود ولكنه يجدد التوبة للثاني، والخلاف بين العلماء في القبول وعدمه، إلا أن أبا الحسن الأشعري رحمه الله قال بقبولها لقوله تعالى في سورة الشورى "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده.." الآية. P مضمون البيت 23:وواجب حفظ الكليات الخمس أو الست باعتبار العِرض والنسب شيئين مختلفين، وهي حفظ الدين وهو آكدها ثم النفس ثم النسب ثم العقل ثم العرض ثم المال، وسميت بالكليات لأنها يتفرع عليها أحكام كثيرة ولم تبح في الملل السابقة. فحفظ الدين صيانته عن الكفر، والنفس من القتل، والنسب من الزنى، والمال من أكله بالباطل وضاعه، والعقل من المسكرات، والعرض من التهتك. وإلى هذا يشير بقوله: وحفظ دين ثم نفس مال نسب ومثلها عقل وعرض قد وجب.P مضمون البيت 24:من جحد وأنكر ما علم من الدين بالضرورة كالصلاة والصوم والأركان كلها، أو من اعتقد بجلية الحرام يقتل كفرا. لهذا يشير المصنف: ومن لمعلوم ضرورة جحد ....P مضمون البيت 25:يجب شرعا نصب إمام عادل، لا يجوز اعتقاد ذلك ركنا من الأركان يكفر منكره، لكنه لا يجوز شرعا الخروج عن أمره، لورود النص من الكتاب والسنة بذلك، إلا أن يأمر بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يخرج عن طاعته ونبذ بيعته إلا أن يكفر فلتطرح جهرا إن أمكن، وإلا فسرا، ولا تطرح بيعته بفسق درءا للفتنة. وإلى هذا يشير بقوله: وواجب نصب إمام عدل ...P مضمون البيت26: ويجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه المعتبرة، ويجب اجتناب الغيبة وهي ذكر الإنسان بما يكره، والنميمة وهي نقل الكلام على وجه الإفساد، والعجب وهو أن يرى نفسه بعين الكمال، والكبر وهو غمص الخلق أي احتقارهم وبطر الحق أي رده، والحسد وهو تمنى زوال النعمة عن الغير، والمراء وهو منازعة الغير فيما يدعي صوابه، لقوله (ص) هلك المتنطعون والمتشددون، والجدال وهو دفع الشخص خصمه عن إفساد قوله، وهو والمراء معناهما متقارب. والى هذا يشير بقوله: وامر بمعرف واجتنب نميمة ....P مضمون البيت 27:كن متصفا بالخلق الحسن تأسيا بمن بعث ليتم مكارم الأخلاق صلى الله عليه وسلم، وكن حليما أي متحملا بعض التصرف من بعض الناس التي تغضبك، ولا يستفزك الشيطان وحب النفس والهوى، وكن مع الحق في سرائك وضرائك، فالخير كله في اتباع السلف الصالح، والشر كله في ابتداع ما يخالف الهدى النبوي وإجماع الأمة. فأفضل أحوالك ما واكب أحوال النبي سيدنا محمد (ص) قولا وفعلا واعتقادا وعبادة وأخلاقا وتعاملا، لقوله تعالى ﴿لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة ...﴾ الآية .وبهذا اختتم المؤلف منظومته المباركة إذ يقول: وكن كما كان خيار الخلق ..... إلى آخرها.وفقنا الله للاتباع، ونجانا من شر الابتداع، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الذي جاء بالهدى ودين الحق، وعلى آله وصحابته إلى يوم الدين، ورحم الله سلفنا الصالح وسلك بنا نهجه القويم، وجعل آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . هذا وقد حرصت على نقل مضمون المتن والنقط الهامة في الشرح، آملا منكم استيعاب هذا الملخص وحفظ المتن والاطلاع على الاختبارات السابقة للتمرن على صيغ الأسئلة وإعداد الأجوبة الصائبة بعبارات مختصرة وشاملة ورائقة، وكل هذا في مقدور من بذل المجهود واستغل ما تبقى من الوقت في تحصيل لملخصات المقررات والتوسع ما أمكن في استيعاب مضمن المتن واستيضاحه بمطالعة الشروح. والله لا يضيع أجر العاملين.وفقكم الله وجعل النجاح حليفكم. آمين.
بقلم ذ / أحمد اليوربوعى شيخ مدرسة تراست العتيقة # و عضو الرابطة المحمدية للعلماء، حفظه الله
الثلاثاء، 23 جمادى الثانية، 1433
15 مـاي، 2012
موضوع: مختصر دروس التوحيد للموسم الدراسي 2011_2012 
السبت 6 أكتوبر - 10:58
اليومية
