تحليل النص المكونات الداخلية للفكر الاسلامي "القران الكريم"
انطلاقا من هذا التحليل سنتطرق الى الاجابة عن الاسئلة المرافقة للنص الذي تمت الاشارة اليه في موضوع سابق.
1. ارتباط الفكر الإسلامي فلسفة وتصوفا بالنص القرآني .
2. ينطلق النص / صاحب النص في معالجة للمكون الأول للفكر الإسلامي أي القران الكريم من ضرورة تجاوز وحذف الأطروحة الاستشراقية التي تزعم انه لا وجود لصة بين الفكر الإسلامي وبين القران،ويحث صاحب النص على أن نتبنى منهجية واقعية ،وذلك بالبحث في علاقة المسلمين بالنص القرآني كيف ثم لديهم فهم معاني النص.وكيف ترجموا الفهم إلى أفعال وممارسات فبدل أن نبحث فيما وجده الغربيون في القران علينا ان نبحث فيما وجده المسلمون فعلا فيه.
3. إن الفلسفة الإسلامية نتاج عمل مفكرين يرتبطون بجماعة دينية هي جماعة المسلمين،خصها الله بالوحي الديني متمثلا في القران الكريم،وهو الكتاب المقدس الذي وجد فيه مفكرو الإسلام المعاني الكلية لسائر الأشياء ذلك لان القران هو الوحي النهائي،ويتضمن بين دفتيه التاريخ الكلي والنهائي سواء تعلق الأمر بالحياة الدنيوية أو الحياة الأخروية،ومن هنا أن فلسفة المسلمين في الحياة تنبعث من القران ارتباط الفكر الإسلامي بالقران الكريم يتجلى في فهم المؤمن لمعاني القران وتحويل ذلك الفهم إلى سلوكات وممارسات وهذا يعنيان طريقة التفكير عند المسلمين في الحياة وطريقة سلوكهم الاجتماعي والسياسي والأخلاقي تنبع من القران.فالقران هو المصدر الأول التفكير عند المسلمين ومصدر الفعل السلوكي والأخلاقي.مما يؤدي بنا إلى القول أن فلسفة المسلمين في الحياة تنبعث من الكتاب المقدس وذلك حينما استنطق المسلمون دلالته وأبعاده المختلفة.وهذا يترتب عنه أن المنطلقات الأولى للفكر الإسلامي تنبعث من النص القرآني.
4. ومن هنا فان قيمة النص تكمن في تأكيده على ضرورة وجود علاقة ارتباط جوهري بين الفكر الإسلامي (علم الكلام، الفلسفة الإسلامية، تصوف)والقران، وذلك لان كل ما سيفكر فيه المسلم مصدره القران الكريم.وهذا يعني أن فلسفة المسلم في الحياة التي لا ينفصل فيها التفكير عن العمل قد انبثقت من النص القرآني وذلك من خلال عملية فهمه وتفسيره وتأويله، ومن هنا يستنتج النص أن المكون الأول للفكر الإسلامي هو النص القرآني.
5. الملاحظ أن النص قد وظف في إثبات فكرته الارتباط بين الفكر الإسلامي والقران أسلوبي التحليل والنقد،ويتمثل الثاني في تكذيب الأطروحة الاستشراقية التي زعمت بأنه لا وجود لعلاقة الارتباط بين الفكر الإسلامي (كلاما، فلسفة، تصوفا) وبين النص القرآني. و إثبات الأطروحة المضادة مفادها وجود ارتباط جوهري بين ما أنتجه مفكروا الإسلام (متكلمين،فلاسفة ،متصوفين)وبين النص القران.أما الأسلوب الأول فيتمثل في توضيح العناصر والمكونات التي تستند إليها الفكرة التي تقول بالارتباط.وهذه العناصر تتمثل في تتأكد على انتماء المفكرين المسلمين لجماعة دينية ثم توضيح طريقة تعاملهم مع النص القرآني. و أخيرا التأكيد على طريقة المسلمين في التفكير والسلوك منطلقها وأساسها هو فهم معاني الكتاب المقدس.