منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
الفلاحة والغرس وخدمة الأرض 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / انت غير مسجل في هذا المنتدى يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الفلاحة والغرس وخدمة الأرض 829894
ادارة منتديات مسجد الكبير لتراست الفلاحة والغرس وخدمة الأرض 103798
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
الفلاحة والغرس وخدمة الأرض 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / انت غير مسجل في هذا المنتدى يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الفلاحة والغرس وخدمة الأرض 829894
ادارة منتديات مسجد الكبير لتراست الفلاحة والغرس وخدمة الأرض 103798
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست

التواصل مع المدرسة : madrasttarrasst@gmail.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفلاحة والغرس وخدمة الأرض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن اليوربوعي

حسن اليوربوعي


عدد المساهمات : 571
نقاط : 11500
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 53
الموقع : جهة سوس

الفلاحة والغرس وخدمة الأرض Empty
مُساهمةموضوع: الفلاحة والغرس وخدمة الأرض   الفلاحة والغرس وخدمة الأرض I_icon_minitimeالأحد 17 فبراير - 13:31

بسم الله الرحمن الرحيم



الخطبة الاولى: في الفلاحة والغرس وخدمة الارض



الحمد لله الذي خلق الانسان من الارض، وجعل رزقه من الارض، وأنزل من السماء ماء لإحيائها، وإخراج نباتها وأزهارها وإنماء أشجارها وإثمارها، وأمر بفلاحتها وزراعتها، نحمد الله تعالى أن أمدنا معشر البشر بعقول مسيرة، بها ندرك كيفية إخراج كنوزها وإنمائها، وقوة جسدية لتحويلها من أرض جرداء وغبراء، إلى بساتين خضراء، وأمدنا بوسائل يتوصل بها الإنسان إلى إثرائها وإغنائها. ونشهد أن لا إله إلا هو الحكيم في صنعه، الذي جعل لنا الارض مهدا وخزانا لهذه المادة الضرورية للحياة، التي أنزلها من السماء، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، الذي حض على زراعة الارض ونهى عن إهمالها، صلوات الله عليه وعلى آله وصحابته، الذين جعلهم من بعد رسوله قدوة الأمة وهداتَها.

عباد الله، من شكر نعمة الماء التي هي أصل الحياة ]وجعلنا من الماء كل شيء حي[ استغلاله في المنافع التي تعود على الإنسان بالخصوص، وعلى كل ذي كبد حراء من الحيوانات وغيرها، وفي تعمير الارض واستغلال خيراتها بالزراعة وغرس الأشجار، وتحويلها من أرض جرداء إلى أرض خضراء معطاء، الشيء الذي يجعل البشر آمنا على مصدر عيشه التي هي الارض، وقد قال الله عز وجل: ]والارض وضعها للانام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام والحَب ذو العصف والريحان [وإهمالها وعدم الاهتمام بزراعتها وإنمائها يعد من كفران هذه النعمة، الشيء الذي يؤدي إلى جدبها وجفافها بحبس المطر عنها، عقوبة منه تعالى على كفرانها، وقد قال تعالى: ]لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد[.

عباد الله، مما جعلني اليوم أتطرق إلى موضوع استثمار الارض بالزراعة وغرس الاشجار، ما يشاهد هذا العام الذي منّ الله على أرضنا المعطاء بمطر الخير في بداية الشهور الفلاحية، حيث أنزل الله الغيث مدرارا، وارتوت الارض أيما ارتواء، ومع ذلك تشاهد الاراضي الفلاحية الشاسعة ولا من يحرثها، تهاونا وتكاسلا وخمولا، بادعاء أن الدقيق والخبز والمعاش موجود في الأسواق، ولم يعلم من يهملون أرضهم ويتطلعون إلى من يستوردون منهم القوت من الشعوب الأخرى، أن أرض تلك الشعوب كأرضهم، إن لم تكن أحسن منها وأطيب، والفرق يننا وبينهم أنهم خططوا وتعاونوا وأسسوا التعاونيات وجمعوا الاراضي وابتكروا الوسائل المختلفة، لتسهيل العمل وتوفير الانتاج، حتى فاض عندهم القوت، وصدروا لغيرهم من الشعوب أمثالنا، فصرنا عالة على الغير بسبب الإهمال وعدم الاهتمام، ولا سيما من ناحية الفلاحة البورية، وفي هذا القطر السوسي بالذات، وربما يتعلل البعض بتغيير المناخ وقلة المطر، وهذا عذر غير مبرر، لأنه منذ أن عقلنا يكون الجفاف بدون أن يتخلى الناس عن الحرث، حتى إنهم يقولون "إن الارض لها حقها مما أعطت" ويقولون بالدارجة "عطها تعطك" ويقولون "إن منعتك اليوم فستعطيك غدا"

عباد الله، بمأن الله تعالى جعل الإنسان ابن الارض، ومن الارض يعيش، وآيات عديدة من كتابه تعالى، تعبر عن تسخير الارض للإنسان، وواجب عليه أن يستعمل الإمكانيات التي منحها الله من عقل وتدبير وحركة وعمل لاستخراج كنوز الارض وخيراتها، ليعيش حياة كريمة ملؤها الفيض والشكر لله الخالق الرازق، الموجه له ليعتبر ويتفكر في حِكم الله البالغة، التي أوجدته في حضن أمه الارض، التي قال في حقه ]ولكم فيها مستقر ومتاع إلى حين[ وأوعز إليه مذكرا إياه بقوله ]فلينظر الانسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا ... إلى قوله ولأنعامكم[ فكيف تكون لنا متاعا ولأنعامنا إذا أهملناها متطلعين إلى من يطعمنا من أرضه؟

فمن جراء الاهمال، غير الله كثيرا من أراضينا من حال إلى حال انعدمت الثمار ويبست الأشجار واندثرت حواجز المياه واختلطت الحدود، وصار جل شباب اليوم في البوادي، لا يعرف لأرض أجداده حدودا ولا أسماء، حتى صار غريبا في أرضه.

هذا وقد أناط الله بالإنسان عمارة الارض ببذل مجهوده وكدحه في الزراعة والتشجير، قال تعالى ]هو أنشأكم من الارض واستعمركم فيها[. أي جعلكم من عمارها ومسايرة عمارة الارض تتطلب بذل المجهود في استخراج كنوزها وبركاتها، لقوله r "التمسوا الرزق في خبايا الارض[1]" وذلك باستثمار الارض بالفلاحة واستخراج معادنها وكنوزها، لإسعاد مَن على ظهرها.

عباد الله ، إن الحياة الرغيدة لا تأتي بالراحة والتواكل وانتظار فتات الغير، وان الحرية لا تكمل للمرء إلا إذا توفرعلى قوته وضروريات حياته بكد يده، ولا بد لنا كـمغاربة أكرمهم الله بدين يحض على العمل وينهى عن الكسل، يحض على الاسترزاق من الله باستعمال وسائله المشروعة، من فلاحة وصناعة وغيرها من الحرف المشروعة، ولم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا جعل له حرفة يستغني بها، كــآدم الذي هو فلاح، وإدريس الذي هو خياط، وداود الذي هو حداد، وشعيب الذي هو كساب، ونوح الذي هو نجار، وموسى الذي هو راع، وسيدنا محمد الذي هو راع ثم تاجر، حتى جعل الله رزقه في غنائم الجهاد.

والحياة الكريمة لا تتحقق بعد الإيمان والإسلام، إلا بالاستغناء عن مد اليد لغير الله تعالى، ولابد من بذل المجهود في التنمية الزراعية وامتلاك الصناعة والوسائل الفنية الحديثة، فكما تحول أجدادنا من الحرث بالفأس إلى المحراث التقليدي، ففي عصرنا انتقلنا إلى الحرث بالجرار وآلات الحصاد الحديثة واستعمال الأسمدة الكيماوية والأدوية لجودة الإنتاج وتوفيره والاهتمام بفلاحتنا البورية التي هي مصدر العيش لاجدادنا وآبائنا إلى اليوم، فأعرضنا عنها إعراضا كسلا وتتطلعا إلى ما يتفضل به علينا غيرنا من الامم المجدة العاملة.

إذن فلا بد لشبابنا وحكومتنا ومجتمعنا أن يتكاثف الجميع لخدمة الارض، لتخدمنا وتغنينا عن مد الأعناق إلى غيرنا، مع ما في ذلك من العزة في الدنيا، والأجر العظيم في الآخرة. روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر أن النبي r دخل على أم بشير الأنصارية في نخل لها، فقال لها النبي r مَن غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ فقالت بل مسلم، فقال: لايغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة، وما سرق له منه صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة.

ونختم بآية جامعة تكون لكلامنا خاتمة، ]من عمل صالحا من ذكر او انثى ..... [الآية


بسم الله الرحمن الرحيم



الخطبة الثانية: في الفلاحة وخدمة الارض



الحمد لله الذي أمر عباده المومنين بالاسترزاق من الطيبات، وجعل قوام الحياة ما تنتجه الارض من المزروعات وأنواع الثمرات، فأخرج منها بماء المعصرات الحب وأنواع النباتات، نعمة على الإنسان وغيره من سائر الحوانات. نحمده تعالى على نعمه المتواليات، ونشكره شكر المستزيدين من أنواع الطيبات. ونشهد أنه الله الذي أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، ووعد بالأجر الجزيل من غرسها واستصلحها، لينتفع بخيراتها وبركاتها، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، الذي حض على غرس الأشجار، وأنها من الصدقات الجارية لغارسها، صلوات الله عليه وعلى آله وصحابته تترى، ما دام الإنسان يتغدى مما تدره الأرض من خيراتها.

أما بعد فيا عباد الله

قد استمعتم إلى حديث جابر بن عبد الله القائل: "ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه - يعني لا ينقصه- أحد إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة".

وها أنتم ترون أن النبي الأكرم rالحريص على توجيه أمته إلى كل ما فيه فلاحها الدنيوي وصلاحها الديني، إلا وجهها إليه، وهو يحضها على خدمة الأرض بالغرس والزرع، فعلاوة على انتفاعه المادي بما تدره الأرض المزروعة والمغروسة من خير على صاحبها الذي بذل الجهد في استثمارها، وعلاوة على تمتعه بضمان القوت والعيش الرغيد وبعرق جبينه، فقد امتثل بذلك أمر الله تعالى للمومنين بالانفاق من الطيبات، وخص بالذكر الحرث والزرع، لما فيه من النفع له ولغيره، حيث يقول تعالى: ]يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض[ .

وعلاوة على ما يتمتع به من القوة المادية والعزة والاستغناء عن غيرالله، فإنه يفوز بالمزية العظمى الممثلة بالأخيرية والمحبوبية عندالله عز وجل حيث يقول رسول الله r :" المومن القوي خير وأحب إلى الله من المومن الضعيف، وفي كل خير"[2]

بخدمته للارض تقوى وتقوت به أسرته وبالتالي ساهم مساهمة فعالة في تنمية بلده ووطنه، فاكتسب عند الله مكانة المحبوبية والأخيرية، وعند المجتمع محبة واحتراما، بخلاف المتواكل الكسول الذي أضاع أرض آبائه وأجداده، وجعلها ثكلى تندب حظها التعيس، حيث أهملها وجعلها قفراء جرداء، وهو يدعي أنها له، وهي تشكو إلى الله تعالى ما تتعرض له من إهمال، حتى يجبرها الله بمن يعرف حقها ويخرج كنوزها ويدر خيراتها، ويتحسر البطال الكسول على ما ضاع منه حيث لا ينفع الندم.

عباد الله، إنكم قد شاهدتم السنين العجاف، وما تفعل بمن لا يعير الاهتمام للارض، بحرثها وغرسها وإنمائها، فالفلاحة هي أساس كل تقدم وازدهار، فالشعب الذي لا ينتج قوته لا يملك حريته، لأنه دائما عالة على غيره، فالفلاحة هي الأساس الذي تنطلق منه نهضة الشعوب.

فللمسلمين من دينهم ما يحفزهم ويدفعهم إلى استثمار الارض واستغلالها، من الأدلة الساطعة الدالة على الحض على استغلال الارض، من ذلك قوله r "من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق"[3] وقال عمر بن الخطاب t "من أحيا أرضا ميتة فهي له"[4]. وقضى بهذا الحكم علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه- في أرض الخراب بالكوفة.[5]

لذا فمن لم تكن له القدرة على خدمة أرضه بنفسه، فعليه أن يعطيها للغير بعقد المزارعة - وهي إيجار الارض ببعض منتوجها، والبدر من صاحب الارض، والمساقاة - وهي إعطاء الارض المغروسة بالأشجار لمن يسقيها ويخدمها بجزء من ثمارها.

وأفضل من ذلك كله، تأسيس تعاونيات فلاحية وتجميع الارض، وهي سياسة ناجعة في الدول التي قامت بها واتبعتها. فالحكمة ضالة المومن، يلتقطها حيثما وجدها، فأرضنا المغربية أرض معطاء، فما على المغاربة إلا أن يراجعوا سياستهم الفلاحية، ولا سيما البورية منها، حتى يحصل لديهم الاكتفاء الذاتي في ميدان التغدية، التي يزداد تقلصها يوما بعد يوم.

وبهذا نشكر نعمة الغيث الذي أغاثنا الله به في هذا العام، الذي نرجو الله تعالى أن يكون والاعوام الآتية بعده، أعوام خصب ورخاء ونعمة ونماء، وقد قال ربنا الكريم ]أفرايتم الماء الذي تشربون ءانتم أنزلتموه من المزن.....[ الآية وقال جل شأنه ]ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون[ صدق الله العظيم، وجعلنا من الشاكرين.





بقلم ذ/ الشيخ أحمد اليربوعي عضو الرابطة المحمدية للعلماء
ومدير مدرسة المسجد الكبير العتيقة بترا ست - إنزكان - آيت ملول.






[1] - رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه هشام بن عبد الله بن عكرمة، ضعفه ابن حبان.' منبع الفوائد ومجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي'


[2] - رواه مسلم


4 -3 -[3] رواه البخاري.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفلاحة والغرس وخدمة الأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جنة على الأرض:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست  :: نادي البيئة :: البيئة من المنظور الاسلامي-
انتقل الى: