درس بعنوان [ الأخوة]

بسم الله الرحمان الرحيم [الأخوة]
يقول الله عز وجل:[إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون]ويقول عز من قائل:[والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض ]والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:[لايومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه]ويقول :[مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.][والمومن للمومن كالبنيان يشد بعضه بعضا][إن أحدَكم مرآةُ أخيه فإن رأى به أذىً فليمطه عنه]
-الأخوة لغة : الأخوة من الأخ وقد يكون الصديق أو الصاحب . - اصطلاحاً : الأخوة في الله رباط إيماني يقوم على منهج الله - أساسها الإيمان . - هدفها التعاون على الخير . ت - ومما تتميز به الأخوة الإيمانية .. النصرة والتناصح . الاتصال والاستمرار ... الاتحاد والتآلف .
- وسائل تقوية الأخوة الإيمانية .
أ - إفشاء السلام وطلاقة الوجه .في الحديث الشريف[ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم ؟أفشوا السلام بينكم]رواه مسلم وأبو داود والترمذي وف الحديث أيضا [إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق] ب - قولك لأخيك : " إني أحبك في الله "عن النبي صلى الله عليه وسلم [إذا أحب أحدُكم أخاه فليعلمه أنه أحبَّه]أخرجه أبوداود والترمذي. ت - الهدية .في الحديث [تهادووا تحابوا ]والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدَّيةَ ويثيبُ عليها] ث - الزيارات الأخوية واللقاءات الإيمانية . ج - إدخال السرور إلى قلب أخيك ،في الحديث [أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور إلى قلب المومن]. ح - الإحساس بمصاب أخيك ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[من عزى مصابا فله مثلُ أجره] .
- ثمار الأخوة وواجباتها :
أ - التناصح لا التفاضح . ب - التغافر ودرء التنافر . ت - الزيارات التفقدية، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[إذا عاد الرجل أخاه أوزاره ،قال الله له : طبتَ وطاب مَمْشاك،وتبوَّأتَ منزلا في الجنة]أخرجه الترمذي والبيهقي وابن حبان . ث - التعاون على البر والتقوى : يقول تعالى [وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان]الآية تشتمل على أروع المعاني الروحية،فالبرفي اللغة :كلمة جامعة لكثير من الفضائل من الخير والطاعة والصلاح والصدق ...،والتقوى هي مخافة الله والعمل بطاعته،والإثم في اللغة هو عمل ما لايحل،وهذا يشمل كل الرذائل ،والعدوان هو الظلم ويدخل في الإثم والعدوان كل عمل يعود على النفس أوالمجتمع بالفساد ـ الدعوة إلى الخير ونشر السنة وهداية الناس . ج - الدعاء في ظهر الغيب "عن عبد الله بنِ يزيدَ عن عبد الله بنِ عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ما دعوةٌ أسرعَ إجابةً من دعوة غائبٍ لغائبٍ]رواه الترميذي وغيره. ح - حسن الظن يقول تعالى [يأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم] "عن أبي الزناد عن الإعرج عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال:[إياكم والظن فإن الظنَّ أكذب الحديثِ]رواه الترمذي وغيره . خ - التماس الأعذار والعفو والصفح قال تعالى :[وليعفو وليصفحو ألا تحبون أن يغفر الله لكم]. د - التواصل لا التهاجر ،في الحديث [لا يحل لامرئ أن يهجر أخاه فوق ثلاث].
- مشكلات وموعقات ينبغي علاجها :
أ - الإخاء الروتيني : 1. عدم الإحساس بالمحبة الأخوية تجاه العضو الآخر . 2. عدم السؤال عن الأحوال في حالة الضائقة . 3. عدم عيادته إذا مرض وتعزيته إذا مات له قريب . 4. فتور الترحيب عند اللقاء . 5. عدم التواصل بالهاتف أو الزيارات عند اختلاف مراكز العمل . 6. التخلي عن مساعدته عند الحاجة ، 7 المبالغة في المدح أوالإفراط في الحب والبغض فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ أحبب حبيبَك هونا ما،عسى أن يكون بَغيضَك يوما ما ،وأبغض بَغيضَك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبَك يوما ما ].
§ الأسباب :
1. دخول العناصر الضعيفة وأصحاب السوء في العلاقات،أمر الله سبحانه بمصاحبة الأخيار فقال:[ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه]ونهى عن مصاحبة الأشرارفقال:[فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا] في الحديث الشريف [إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبا ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة]رواه أبو موسى الأشعري وأخرجه البخاري في صحيحه. 2. الجهل الشرعي بأهمية واجبات الأخوة . 3. قلة اللقاءات الإيمانية الأخوية في الحديث [تزاوروا يذهب عنكم الغل أي الحقد والشحناء]. 4. عدم التوافق في الطبيعة البشرية . 5. جفاف الطبع ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبَذاءُ من الجفاءِ، والجفاءُ من النار]أخرجه الترمذي وابن حبان .[المومن هين لين] 6 - إفشاء الأسرار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال[إستعينوا على قضاء حوائكم بالكتمان]وقال:[من ستر عورة أخيه ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة]وقال:[المجالس بالأمانة]وقيل "صدور الأحرار قبور الأسرار" . 7 - ترك الإنصاف،قال لقمان لابنه :"إذا أردت أن تؤاخي أخا فأغضبه فإن أنصفك وهو مغضب وإلا فاحذره" .8 - نشر المعايب وكتم المحاسن ،يقول ابن عباس "إذا أردت أن تذكر عيوبَ صاجبِكَ فاذكر عيوبَ نفسكَ"ويقول عز وجل [ولا تلمزوا أنفسكم]أي لا يطعن بعضُكم على بعض. 9 - الافتراء والكذب ،يقول سبحانه :[إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب]في الحديث [مازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا]ومن ضروب الكذب"الخيانة يقول تعالى [إن الله لايحب من كان خوانا أثيما] وشهادة الزوروفي الحديث[أكبر الكبائر الإشراك بالله ،وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور،فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت]شفقة عليه. وخلف الوعد وهو من صفات المنافقين [وإذا وعد أخلف]والبهتان ،وقد حذر الله منه بقوله:[يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإفتبينوا الآية ]والنميمة ،في الحديث [لا يدخل الجنة نمام]. 10 - كثرة الزيارات غير الهادفة : وقال ابن القيم : الاجتماع بالإخوان قسمان :
1. اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت ، وهذا مضرته أكبر من نفعه .
2. الاجتماع بهم على أسباب النجاة والتواصي بالحق فهذا من أعظم الغنيمة .
ح - الإكثار من الِمزاح : وللمزاح آداب ينبغي مراعاتها : 1. أن لا يتضمن الأذى بأحد من الناس . 2. أن لا يتضمن شيئاً من الكذب . 3. أن يكون بقدر مناسب وفي زمن مناسب [حكاية]. خ - المراء والجدل ،عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[لا تُمارِ أخاك ولا تمازحْه ولا تعده موعدا فتخلفَه]. د - الانتصار للنفس وعدم مراعاة المصالح والمفاسد . ذ - والرسول ص يمزح ولا يقول إلا حقا .عن أنسِ بن مالكٍ "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: [ياذا الأذنين ]وعن أسامةَ بنِ زيدٍ عن سعيدٍ المَقبُرِيِّ عن أبي هريرة َ قال :قالوا يارسولَ الله إنك تداعبنا؟ قال: إني لا أقول إلا حقا]
§ بعض التطبيقات العملية المقترحة لتأكيد معاني الدرس وأهدافه
1. أن يقوم الإنسان بالسلام على إخوانه . 2. أن يزور الإنسان إخوانه الصالحين . 3. أن يناصح الإنسان أخاً له في الله . 4. أن يتعارف الأخ مع بعض إخوانه تعارفاً شاملاً . 5. أن يتعارف مع إخوانه على أداء طاعة الله. 6. أن يتعاون مع إخوانه فيما يرضي الله. 7. أن يشارك إخوانه في نشاطاتهم. 8. أن يلتزم حسن الخلق عن يَعلى بنِ مملك عن أم الدرداءِ عن أبي الدرداء ِ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"ما شيءٌ أثقلُ في ميزان المومن ِ يومَ القيامةِ من خلقٍ حسنٍ فإن الله تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البذيءَ] . عن أبي هريرة ض الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لاتحاسدوا ولا تناجشواولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ،المسلم أخو المسلم ،لا يظلمه ،ولا يخذله،ولا يكذبه،ولا يحقره،التقوى هاهنا ــ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ــ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه] رواه مسلم. Hassan ali ourboui