الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه
كلمة حول المساجد وفضل العناية بها
بمناسبة اليوم الوطني للمساجد
حمدا لمن جعل أطيب بقاع الأرض المساجد،ووعد بجزيل الثواب كُل من ساهم في صيانتها بناء وتفريشا وتنظيفا وتطييبا ليطمئن بها العاكف والراكع والذاكر والساجد،والصلاة والسلام على من جعل باكورة أعماله مباشرة بعد هجرته تأسيس أول مسجد أسس على التقوى من اول يوم مسجد قباء،وثنى بمجرد استقراره بالمدينة المنورة بتأسيس المسجد النبوي الشريف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي جعله الله تعالى قدوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر،
أما بعد سيدي فإن الله تعالى أمر وقضى بأن ترفع بيوت الله ويعلى شأنها لأنها من أعظم الحرمات المكانية وكيف لا وقد جاء الأمر الإلهي صريحا بذالك حيث قال تعالى: في سورة النور {{ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه }} وهذا الأمر بالرفعة يُعنى كل ما يعلي شأنها وحرمتها ومكانتها لأنها بيوت الله يجب أن ترفع على كل البيوت حتى قال: أبو حنيفة النعمان ( ينقش المسجد بماء الذهب) وقد نقش عمر بن عبد العزيز رحمه الله مسجد النبي ص وبالغ في عمارته وتزيينه مما يدل على أن المساجد منذ أن وضع النبي ص النواة الأولى لها! هي المؤسسات الروحية الأولى التي تنافست كل الأجيال المسلمة المتعاقبة في تخليد مدى تشبتها بالدين الإسلامي عبر بنائها في كل التجمعات السكنية مدنا وقرى حواضر وبوادي،والشعب المغربي عبر التاريخ دائما في مقدمة الشعوب المسلمة المهتمة ببناء المساجد على أحسن طراز بدءا بالمعلمة الكبرى في عهد الأدارسة جامع القرويين،والذي أصبح بعد من أقدم الجامعات العالمية،وهاكذا إلى الدولة العلوية المجيدة التي ما فتىء ملوكها الغيورين على مقدسات الإسلام يهتمون أكبر الإهتمام بإقامة المساجد على أحسن طراز،بدءا بالعهد الإسماعيلي الذي أسس فيه بمكناس عدة مساجد إلى عهد سيدي محمد بن عبد الله الذي أسس بالرباط وحدها خمسة مساجد مسجد أهل السنة ومسجد أهل فاس ومسجد أهل مراكش ومسجد أهل سوس ومسجد الأودايا وهاكذا دواليك إلى عهد مولاي يوسف ومولاي محمد الخامس اللذين يحمل كل من مسجدي الحبس بالدار البيضاء إسميهما : المسجد اليوسفي والمسجد المحمدي،وفي عهد مولانا الحسن الثاني والذي أبت عليه غيرته الدينية إلا أن يساهم بمعلمة الدار البيضاء الممثلة في مسجدالحسن الثاني الذي أصبح أكبر مسجد في أفريقيا،وها نحن أولاء نشهد ونحن جيل مولانا محمدا السادس أبت همته العلوية وغيرته الإيمانية إلا أن يخصص يوما وطنيا للمساجد ليتبارى المواطنون في الإهتمام بالمساجد بناء وترميما وتفريشا وتزيينا ليكون الشعب المشارك في خدمة بيوت الله تعالى من الشهود له بالإيمان وخشية الله وتأدية الواجبات الدينية من صلاة وزكاة وغيرها من الأعمال الصالحة التي تجلب مرضات الله تعالى لقوله عز وجل {{ إنما يعمر مساجد الله الآيــــــة }} من سورة التوبة ءاية 18 ،
أيها السادة إن المساهمة التطوعية في القيام بشئون المسجد بناء وترميما وتعميرا من أجل الأعمال وأعظم عند الله أجرا والأدلةعلى ذالك مستفيضة وهي معلومة ومحفوظة والدليل على ذالك هذه المناسبة الشريفة والممثلة في ساكنة عمالة إنزكان أيت ملول بحيث تتنافس الأحياء في تشييد بيوت الله تعالى بصوامعها الشامخة في عنان السماء تشهد لبنائها بعقيدة التوحيد وانتمائهم لخير أمة أخرجت للناس ، هذا وقد أبى عامل صاحب الجلالة وفقه الله إلا أن يشجع المحسنين ويؤازر ماديا ومعنويا ذوي النيات الصادقة في تدشينه كل سنة وبهذه المناسبة مسجدا من المساجد في حي من الأحياء وهي سنة حميدة إستمدها حفظه الله من توجيهات أمير المومنين الذي أبى إلا أن يكون يوم المساجد يوما وطنيا ويوما تحسيسا لكل المواطنين رجالا ونساء شيبا وشبابا لجعل الإهتمام بالمساجد التي هي بيت كل تقي أكبر من اهتمامهم ببيوتهم لما تلعبه المساجد من أدوار طلائعية في تحصين وحدة الأمة روحيا ووطنيا واجتماعيا،
ولا أريد أن أختم دون أن أشير إلى أن المساجد هي عنوان الساكنة،فإذا كان المسجد في المستوى المطلوب من الصيانة والنظافة والرونق وعامرة بالذاكرين:فإن المشاهد والزائر والضيف وعابر سبيل يشهد لذالك الحي بالمجد الديني والخلقي والحضاري ويذكر على ألسنة الخلق بما يثلج النفس فتستجاب فيهم دعوة الخليل عليه السلام .
{{ واجعل لي لسان صدق في الآخرين }}
فهيا هيا عباد الله ففي مثل هذه المسرات فليتنافس المتنفسون،ويثلج القلب هذا التنافس الشريف في بناء المساجد وتشييدها،وهذا الجو الروحي الأخوي وهذا الهدوء النفسي الذي تتمتع به مساجد المملكة عامة والمنطقة خاصة،وهذه الفيوضات الربانية التي تتزود بها القلوب المومنة من النساء والرجال شيبا وشبابا مما يدل على أن الحنكة والدراية والحكمة والإخلاص لوجه الله في التسيير من طرف القيمين عليها وعلى رأسها مندوبية الشؤون الإسلامية الساهرة على تطبيق التوجيهات المولوية والسياسة الرشيدة لمولانا أمير المومنين نصره الله قد أعطت أكلها والحمد لله ،وتدشين عامل صاحب الجلالة لهذه المعلمة الأخرى عربون ءاخر على أن المنطقة محظوظة بهذه العيون اليقظة الساهرة على حماية الحياة الروحية للأمة التي عليها مدار النهضة التنموية الأخرى في جميع مجالات الحياة وفي هذا النطاق يبشر الله تعالى عباده الصالحين العاملين المخلصين بالحياة الطيبة السعيدة في الدنيا وفي الآخرة حيث يقول ربنا الكريم .
{{ من عمل صلحا من ذكر أوانثى وهو مومن الاية }} ءاية 97 من سورة النحل ، .
وهل بعد هذا من مطلب ؟