لسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
فضيلة شيخ المدرسة وممثل رابطة العلماء المحمدية بالعمالة
سيادة المندوب الإقليلي للشؤون الإسلامية
السادة الفضلاء فقهاء وأئمة وعلماء.
إخواني الحاضرين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم أعضاء مكتب جمعية الخير لدعم مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
أرحب بمقدمكم الكريمة ، لمشاركتنا في هذا الحفل المهيب ذكرى مولد الرسول الأعظم "ص"ذكرى عطرة عبقة بنفحات من سيرة المصطفى الكريم "ص"
وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على تقديركم ومحبتكم لرسول الله "ص" ، والتي هي من حرمات الله المأمور بتعظيمها وتقديرها حق قدرها
أيها السادة :
إن جمعية الخير تسعى جاهدة فى تطوير المدرسة وتوفير كافة الشروط اللازمة للإرتقاء بها لتصبح منارة علمية وروحية تنشر المعرفة الدينية والتربية الروحية وقيم الوسطية والإعتدال فى هذه الربوع من المملكة الشريفة.
ولكي لا أطيل عليكم ياأحباب رسول الله "ص" أقف معكم ولو بعجالة: على بعض دلائل محبة الرسول "ص" وإطلالة سريعة موجزةعلى بعض نماذج محبة الصحابة للنبي "ص" من الدلائل على صدق الحب لرسول الله "ص"طاعته واتباعه ، فالاتباع هو دليل المحبة الأولى ، وشاهدها الأمثل ، بل كلما عظم الحب زادت الطاعة له "ص" فالطاعة هي ثمرة المحبة ، ولذالك حسم القرءان دلائل المحبة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام في ءاية المحبة وهي قوله جل وعلا : [ قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ] ءال عمران 31]
قال الحسن البصري رحمه الله : " زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية "
وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حــبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
ومن دلائل محبته "ص" تعظيمه وتوقيره والأدب معه ، بما يقتضيه مقام النبوة والرسالة من كمال الأدب وتمام التوقير ، وهو من أعظم مظاهر حبه ، قال تعالى :[ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتومنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ] والتعزير والتوقير للنبي "ص" بمعنى التعظيم
ومن صور إخلاصهم رضوان الله عليهم في محبته عليه الصلاة والسلام ، السعي والتنافس في محبته ، فكل منهم حريص أن بفوز بحب رسول الله "ص" له أكثر من غيره ، وهكذا اجتهدوا "ض" عليهم في محبته وإخلاص النية في وده ،روى أسامة بن زيد عن أبيه قال : " إجتمع علي وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله "ص"،وقال علي : أنا أحبكم إلى رسول الله "ص"وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله "ص"فقالوا : إنطلقوا بنا إلى رسول الله "ص"نسأله ، قال أسامة : فجاءوا يستأذنونه . فقال : أخرج فانظر من هؤلاء فقلت : هذا جعفر وعلي وزيد فقال : إئذن لهم فدخلوا ، فقالوا : يارسول الله من أحب إليك ؟ قال : فاطمة قالوا :نسألك عن الرجال فقال : أما أنت ياجعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك وإنك مني وشجرتي ، وأما أنت ياعلي فختني وأبوا ولدي وأنا منك وأنت مني ، وأما أنت يازيد فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي ، ففضل زيدا وكرم الآخرين .
ومن حبهم له "ص" تفضيلهم إياه على أهاليهم وذويهم ، بل أيضا على أنفسهم ؛ أخرج الطبراني عن أنس بن مالك "ض" عنه قال : لما كان يوم أحد صاح أهل المدينة صيحة وقالوا : قتل محمد ، حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة ، فخرجت إمرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم إستقبلت بهم أولا ، فلما مرت على أحدهم قالت : من هذا ؟ قالوا : أبوك ،أخوك ، زوجك ، إبنك ، تقول ما فعل رسول الله "ص"يقولون : أمامك ، حتى دُفعت إلى رسول الله "ص"فأخذت بناحية ثوبه ،ثم قالت : بأبي أنت وأمي يارسول الله ،لا أبالي إذا سلمت من عطب.
فهو "ص" الأب الحاني لكل طفل وهو الأخ العائن لكل مسلم ، وهو النصير المساعد لكل محتاج وهو السند والذخر لكل يتيم.
يقول الله جل شأنه
[ لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ] سورة الاحزاب ءاية 21 ]
وفي الختام :
لا بد من التنويه والإشادة على الغيورين من ساكنة حي تراست والمجاورين للمسجد الكبير على إحياء مثل هذه المناسبات وأمثالها على ما بذلوه من الجهد والسهر على إنجاح هذا الحفل المهيب وارتقاء به إلى المستوى المنشود حسب الإمكانيات المتاحة .
،ولا ننسى ما تقدمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من مجهودات مادية ومعنوية في شخص مندوبها الإقليميي والمجلس العلمي المحلي لعمالة إنزكان آيت ملول ،والسيدعامل عمالة إنزكان آيت ملول ، والمجلس البلدي لإنزكان في شخص رئيسها، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وفدرالية النسيج الجمعوي لتراست ،والسلطة المحلية والفعاليات المجتمع المدني المحلي،تحت قيادة أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين.
[[[ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون ]]]
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بتاريخ : 11 ربيع الأول 1432ه
15 فبراير 2010م