حسن اليوربوعي
عدد المساهمات : 571
نقاط : 11792
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 53
الموقع : جهة سوس
 |  موضوع: البرنامج اليومي لموسم تعلاط جنوب المغرب  السبت 19 مارس - 13:59 | |
| البرنامج اليومي أثناء الموسم يبتدئ اليوم في المدرسة قبل الفجر بتقديم الوضوء للضيوف ثم بعد صلاة الصبح وقراءة الحزب الراتب مع المألوف من المتون، توضع موائد الإفطار للجميع، وطيلة هذه الأيام لم تخل مائدة مدرسة تراست من "أسكيف د إقاين" أي الحريرة والتمر أولا وقبل القهوة والحليب مع الشاي ...إن الأساسي في إفطار السوسيين "أسكيف أو أزكيف مع إفاين أو تييني ثم اغرم د الزيت" لكن موائد كل المدارس تتنافس في هذه المناسبة بتقديم "تيمالقاتين" المليئة بجميع أنواع الإيدام وغيره...بعد الإفطار فإن هناك من الفقهاء من يجنب مجلسه ليتمكن من استقبال زواره في فسحة من أمره ويترك الطلبة لتحزيب القرآن، ومنهم من يتوسطهم كفقيهنا الحاج احمد اليربوعي الذي قليلا ما يغادرهم، فلا يكاد يشعر طلبته بالملل لما يتخلل المجلس من أحاديث ومواعظ وإشراكهم أحيانا في ما يدور بينه وبين بعض زواره ... ثم انه في فترات معينة يهيب بالطلبة لتنظيم خروجهم للفسحة وزيارة الموسم، وقد نبههم إلى وجود باعة الكتب ومعرض وزارة الأوقاف وحثهم على استغلال المناسبة لاقتناء الكتب، ولو اقتضى الأمر أن يتشارك أكثر من واحد في شراء الكتاب، ولتشجيعهم على القراءة فقد وعدهم بأخذ الكتاب ودفع ثمنه لمن قرأ الكتاب ولم يرد الاحتفاظ به ليوضع في خزانة المدرسة...ويسألهم في جلسات المساء من اشترى منهم كتبا وما هي وعن ارتساماتهم ومشاهداتهم في الموسم ؟ ! ينتدب الطلبة مجموعة منهم للذهاب لقراءة سورة يس بالضريح، أما الانضمام للفريق الذي سيشارك في قراءة الربع من القرآن في مباراة القراءة بمسجد الضريح بعد صلاة العشاء إلى صباح اليوم التالي، ... فمن حق كل من يريد ذلك منهم.ولا يمكن لزائر أن لا يلاحظ دور مقدمي الطلبة وكبار التلاميذ في الخدمة وترتيب وتنظيم كل ما يتعلق بالمدرسة ابتداء من إعداد الطعام واستقبال الزوار وإيواء الضيوف وحفظ أمتعتهم وتوفير أماكن للنوم وتنظيم لقاءاتهم بالفقيه وتقديم الوجبات الرئيسية في وقتها لجميع الحاضرين حتى أن كثيرا منهم لا يجدون فرصة للنوم طيلة أيام الموسم. ومن خلال ما توفره عادات هذه المدارس للزائر: أن يأكل أينما حل، وأن يبيت أينما وجد مكانا شاغرا ما يفسر السبب في أن الذاهب لموسم تعلات قليلا ما يهتم بأمر أكله أو مبيته هناك.ومن المظاهر اللافتة للانتباه بالضريح تواجد مجموعة من(الطلبة) بالغرفة الصغيرة المجاورة للقبر قيل لي أنهم من الطلبة المشارطين بدواوير (تسكدلت) حيث أصل صاحبة المقام، يقرءون القرآن ويجمعون الصدقات، نودي على مقدمهم لحضور زيارة الوفد الرسمي للدعاء بالضريح لحظة وجودي بينهم.وموسم للاتعلات هو الموسم السنوي الوحيد الذي توافق شيوخ المدارس العتيقة والمساجد في سوس أن يحضروه برفقة طلبتهم، مع بعض الاستثناءات التي نسوق لها كمثال الحاج الطيب المنذر الذي يأخذ طلبته إلى موسم تان هو موسم بن يعقوب (بإمي نتاتلت)، أو الحاج محمد الشابي فقيه مدرسة (أزريف) الذي يرافقه طلبته لموسم سيدي احماد أو موسى بتزروالت.في معرض رده عن السؤال عن الحكمة في ذلك يقول الحاج الطيب:"أما في موسم تعلات فإن الطلبة يلتقون بأقرانهم من المدارس الأخرى، يتعارفون ويتبارون ليتبين كل واحد منهم مكانته ويعرف وزن مدرسته، إضافة إلى مزايا أخرى من التسوق واقتناء الكتب والاطلاع على ما عليه الأقران في المدارس الأخرى وعلى ما جد من جديد . أما في موسم ابن يعقوب فليختلطوا بالناس وليكتشفوا ما هم عليه في الأسواق والحرف والالتقاء بجميع أصناف الناس من رجال ونساء، مما لا توفره بيئة موسم تعلات. بالإضافة إلى ما تضيفه مشاركتهم بقراءة القرآن وحضور الموعظة والذكر على الموسم من جو روحاني لا يتم معنى الموسم من دونها. إنها مناسبة يتعرف فيها الطالب على نفسه وسط محيط زاخر بأنواع التجار والصناع والحرف بالإضافة إلى مجرد حضوره وسط هذا العالم المختلط بالنساء والرجال والمفاهيم الدنيوية فإنه يذكر بمكانته وبوجوده ويذكر بالقرآن وبالمسجد وبأهله. "ونظرا لأن المنهج الذي تسير عليه المدارس العتيقة ليس فيه للفسح أو للراحة سوى أوقات قليلة، فإن الأهمية التي تكتسيها هذه الرحلة الجماعية إلى تعلات لا يعادلها عند الطلبة أي شيء آخر أو يعوض عنها، إنها "فشطة" للصغار والكبار، وتستطيع أن تقرأ السرور على وجوه تلامذة "تراست" وهم يحزمون الخفيف مما سمح به لهم من لباس وغطاء وهم يتأهبون للسفر. كما أن تكوين فرق الخدمة التي يترأسها مقدموا الطلبة أو أبناء الفقهاء وكبار طلبتهم تمرين على التعبئة وتدريب للجميع على التكافل والتعاون والمشاركة في الملمات، وتذكر بما كان عليه الخروج للرباطات للاعتكاف بها من أجل الجهاد وتحفز على السفر في طلب العلم فهي تربويا تكمل تكوين الطالب على التكفل بنفسه وتعلمه التكفل بالآخرين عند الحاجة.والموسم فرصة ثمينة للقاء بالناس والانفتاح على المجتمع خاصة بالنسبة للمدارس العتيقة العديدة التي يتميز موقعها بالبعد عن العمران مثل مدرسة (إداومنو) أو مدرسة (أيت اعزا) قرب (ايت عميرة)، وتختزل فرصة تعلات المسافة بين مدارس سوس التي تتوزع عبر رقعة واسعة ليلتقي الشيوخ والعلماء بالشيوخ والعلماء ويلتقي الطلبة بالطلبة، وما في تلك اللقاءات من فوائد عميمة وما فيها من بركة لا سيما متى استثمرت كما يجب، واستجيب للتطلعات والجهود التي يبدلها علماء الجهة وعمالها من أجل النهوض بهذا الموسم المؤسسة، ولعل البداية ونقطة الانطلاق ما تمخض عنه الاجتماع الهام الذي انعقد بمقر المجلس العلمي المحلي بأكادير يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول 1430 الموافق لثاني عشر مارس 2009 بين رئيس المجلس العلمي المحلي وقته لعمالة اكادير إداوتنان، إنزكان أيت ملول، شتوكة أيت بها السيد الحاج ابراهيم النوراوي مع بعض العلماء وفقهاء المدارس العلمية العتيقة المجاورة والقريبة من مركز قرية تعلات، "حول دراسة موضوع تنظيم الموسم القرآني السنوي بمركز تعلات، موسم سنة 1430 هـ الموافق ل 2009 مـ."ولوجاهة الحدث ولما قد يؤرخ له من التحرك الذي طال أمد انتظاره في اتجاه دراسة الوجوه الممكنة للنهوض لتنضيمه شكلا وجوهرا، فإني أذكر الأسماء التي شاركت فيه كما أوردها مضر الاجتماع المذكور، السادة:- السيد محمد العوامي فقيه مدرسة مركز تعلات.- السيد محمد السعدي فقيه مدرسة عكربان ببولفاع- السيد الحسين أبو الحق فقيه مدرسة إكونكا.- السيد أحمد اليربوعي فقيه مدرسة المسجد المركزي بتراست.- السيد أحمد بن التاجر فقيه مدرسة امشكيكلن أيت بها.- السيد المدني الضريفي فقيه مدرسة علال أيت اعميرة.- السيد الحاج احمد أبو الهنا فقيه مدرسة سدي اسعيد الشريف بويكرى.- السيد عباد فنادي فقيه مدرسة احمد الصوابي بماسة.- السيد الحاج الحبيب المسعودي فقيه مدرسة ايت ملك.- الفقيه سيدي الحاج الحسين اوعبو، أستاذ متقاعد.- الفقيه سيدي محمد الضريفي إمام وخطيب المسجد المركزي ببنسركاو.+- الدكتور سيدي الحسن راغيبي، منسق فرع المجلس العلمي سابقا بعمالة اشتوكة ايت بها.- الأستاذ سيدي محمد باصوري مندوب الشؤون الإسلامية بعمالة اشتوكة ايت بها.- الحاج محمد بن همو من أعيان سكان مركز تعلات.ولم يتخلف عن الحضور من الفقهاء لعذر قاهر إلا السادة:- عبد الله أيت أغوري فقيه مدرسة إداومنو.- محمد الغالي الدادسي فقيه مدرسة تنالت.- مبارك الدريوش فقيه مدرسة أيت مزال.وبعد مناقشة الواقع الراهن للموسم باعتباره "موسما قرآنيا تتلى فيه سلك القرآن الكريم وتبارى الحفاظ المقرؤون في حفظه حفظا متقنا." فإن المجلس العلمي يرى بأن "العلماء هم أولى من يشرف على تنظيم هذا الموسم إشرافا مباشرا يقتضي حضورهم الفعلي والرسمي لمكان انعقاده، لذلك يقترح المجلس العلمي نصيب خيمة بساحة مركز تعلات يكتب على لافتتها "خيمة العلماء"، ينظم فيها حفل لاستقبال الوفد الرسمي الذي يزور الموسم ويلقي العلماء فيها كلمتهم يكون موضوعها منصبا على المجالات التي يهتمون بها ويشتغلون في فضاءاتها من الاهتمام بحفظ القرآن الكريم ودراسة العلم الشريف وتكوين العلماء، والعناية بالأخلاق الإسلامية الفاضلة والدعوة إلى الله إلخ... "وبعد مناقشة أراء الحاضرين واقتراحاتهم فإن أهم الخطوات التنظيمية التي أقرها هذا الاجتماع:- تنصيب خيمة العلماء.- تنظيم قراءة سورة يس ويشرع الحفاظ المقرؤون في تلاوتها جماعيا بعد صلاة عصر يوم الخميس. - الأخذ بعين الاعتبار مباشرة، مقرءوا القبيلة بجانب طلبة المدرسة العتيقة وكذى المجموعات التي تفد على الموسم من مناطق أخرى من المغرب. - إحداث لجنة (تنظيمية للموسم) تسهر على تنفيذ مقررات هذا الجمع ويترأسها رئيس المجلس العلمي أو من ينوب عنه، وتسند العضوية فيها لكل من: - مندوب الشؤون الإسلامية بعمالة اشتوكة أيت بها. - ممثلوا العلماء:- الفقيه سيدي احمد اليربوعي . - والفقيه سيدي محمد العوامي. - ممثل السلطة المحلية[1]. ثم أصدر المجلس في آخر هذا الاجتماع التاريخي ورقة: "نصائح وتوجيهات تنظيمية عامة" يعتبر أمر تطبيقها من طرف لجنة تنظيم الموسم شرطا للوصول لموسم ناجح بكل المقاييس. ومن أجل الفائدة نورد في آخر هذا البحث المتواضع نسخة لتلك الورقة عسى أن تكون لبنة أساس للبناء، وأن يضاف باستمرار بموازاة الحرص على ترسيخ ما تم تحقيقه من مكتسبات .وبالرغم من الذي تقرر أن يتم: قراءة سورة يس أمام خيمة العلماء ابتداء من صلاة العصر بالتتابع من طرف الوفود التابعة للأقاليم حسب الترتيب التالي:1- عمالة اشتوكة ايت بها (أولا)2- عمالة إنزكان أيت ملول (ثانيا)3- عمالة أكادير إداوتنان (ثالثا)4- عمالة تارودانت (رابعا)5- عمالة تزنيت (خامسا)ثم باقي العمالات في مجموعة واحدة.إلا أن الذي حدث بعد خروج المصلين من صلاة العصر، أن شكل الحاج احمد اليربوعي جمعا ممن حضروا الصلاة أمام خيمة العلماء سرعان ما انضمت إليه طائفة من الحضور وخلق كثير من الناس. افتُتِح بقراءة سورة يس، ثم تلي حزب تبارك ثم الدعاء الناصري وقصيدة المنفرجة وختمت القراءة بدعاء شامل، كان الفقيه اليربوعي يدعو والحشد الذي امتلأت به الساحة يؤمن في راحة وانسجام وخشوع عكس ما كان يجري أثناء القراءة داخل الضريح من ضيق وازدحام ومشقة للجميع...
[1] - محضر اجتماع حول دراسة موضوع تنطيم الموسم القرآني السنوي بمركز تعلات موسم 1430 هـ 2009 مـ. | |
|
اليومية
