التصوف في مغرب اليوم الأضرحة والزوايا

التصوف في مغرب اليوم
الزوايا والأضرحة
عبد الحكيم أبواللوز
المركز المغربي في العلوم الاجتماعية
الدار البيضاء
المغرب
في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن تأهيل الحقل الديني بالمغرب، وتستكمل فيه وضع اللبنات العقائدية و المذهبية و المؤسساتية الداعمة لهذا التأهيل والمجسدة له، يكثر الحديث عن البنيات الفكرية والتنظيمية الصوفية التي يراد لها أن تعاود اشتغالها بعد الاعتراف الرسمي بتراجع أنماط التدين المحلية وبروز أخرى "غريبة" عن البيئات المحلية، لكنها متوافقة مع ما يشهده المحيط العالمي من عولمة لم ينجو منها الدين ومتعلقاته من معتقدات وتمثلات وطقوس .
من هذه البنيات ما اشتهر به التصوف من زوايا وأضرحة، وتعتبر الزاوية مؤسسة دينية معدة لتربية الأتباع على طريقة خاصة في التدين (الطريقة) تكون منحدرة من الرمز المؤسس، وتتوزع بين الزاوية الأم التي تضم ضريح ذلك الرمز وبين زوايا فرعية تابعة لها
أما الضريح فيقام حول قبر الولي الدفين ، تعتبر الاضرحة في الغالب الأعم قبورا للاولياء أو الصلحاء أو السادة أو الشرفاء، وكلها اسماء متعددة لمعنى واحد، إنهم شخوص (رجال أونساء) من البشر( وأحيانا من الجن)، يعتقد انهم يمتلكون القدرة على منح البركات وقضاء حاجات السائلين، وذلك بفضل ما لديهم من بركات اكتسبوها بفعل تقربهم من الحضرة الالهية، بشكل تكونت لديهم القدرة على التوسط بين الله والبشر .
إن الأولياء والصلحاء هم أشخاص أموات(وقد يكونون أحياء) يعتقد في حقهم أنهم مقربون من الله، ولهم درجة خاصة تؤهلهم ليقوموا بدور الوسطاء ويحملوا البركة الإلهية لأتباعهم ، ذلك ان البركة قوة روحية تمكن من يلمكها يكسب درجة والولاية. كما هو الحال في مراكش، فمثلا يتأتي الولي سيدي بن سليمان على رأس الطريقة الجزولية، كما يمثل عبد العزيز التباع والغزواني فرعين مهمين من فروع نفس الطريقة.

أسئلة البحث:
هل يدل التواجد الكثيف للزوايا والأضرحة في الوسط الحضري والقروي للمغرب ( بلد المائة ألف ولي حسب جاك بيرك) على استمرار لشبكة المعتقدات المرتبطة بها( التصوف)؟ ما مدى ما تحظى به هذه المقرات من زيارة وإقبال؟ وإلى أي حد يؤشر ذلك على استمرارية تلبيها للحاجات السيكولوجية الجماعية؟ وما هو تأثير ظهور انتشار الحركات السلفية الحملة لمشروع تغيير نمط التدين الشائع على ظاهرة عبادة الأولياء والزوايا السائدة بالمدينة؟ .
أدوات الحبث:
-المعاينة الميدانية.
تتناسب أداة المعاينة الميدانية كثيرا مع طبيعة البحث الذي نعتزم القيام به، أي مع دراسة سوسيولوجية تضع في مركز برنامجها البحثي الوقائع الاجتماعية لا باعتبارها أشياء بالمعنى الدوركايمي، ولكن في الأساس، فعلا جماعيا وسيرورات لا يمكن أن تتحقق سوى عن طريق التفاعل البيني، ولا يمكن أن ينتج معنى اجتماعي إلا عبر هذا التفاعل.
فبعكس المعالجات التي تعتمد التقنية الإحصائية، تتجه المعاينة المباشرة للاهتمام أكثر بحالات اجتماعية محددة ودراستها بكثافة، بهدف التعرف على الشخصيات والوقائع والممارسات، ووضع نماذج وتصنيفات لها واستيعاب السياقات التي تجري فيها.
يتطلب استعمال أداة المعاينة المباشرة توفر الشروط المنهجية لهذا الاستخدام، وفي مقدمتها محدودية الحقل الميداني التي تجري فيه، فالباحث المفرد لا يمكنه ملاحظة سوى مجموع محدود من الوقائع الاجتماعية، الشيء الذي يتطلب تحديد النطاق المكاني، وعدد التصرفات ذات الدلالة بالنظر إلى الظاهرة المبحوثة والسهلة الولوجية بالنسبة للباحث.
في هذا السياق، ستقتصر الدراسة على مجال جغرافي محدد، تتابع من خلاله الظاهرة وهو مدينة مراكش، إنها المدينة التي تعرف اكبر تجمع للتنظيمات الصوفية بالمغرب ، كما تبين الخريطة التالية.




































وكما يتضح من خلال الخريطة، فإن مراكش تعد فضاء مدينيا يضم عددا كبيرا من الزوايا وأضرحة الأولياء.
لا تقتصر الوقائع الملاحظة على المظاهر المباشرة لهذه للتنظيمات الصوفية، وإنما تشمل أيضا معالم أخرى أكثر دلالة، مثل مناخ التنظيم، درجة الالتزام بالمعايير، أساليب الضبط في مواجهة الاختلالات... وفي هذا الإطار لا مناص للباحث من الدخول على التنظيم الصوفي في هيئة التابع إذا اقتضى الأمر، حتى يمكن له رصد الأجواء بملاحظاته غير المباشرة، حتى إذا اكتسب ثقة المبحوثين، أمكن له القيام بمقابلات عديدة خصوصا مع نخب المجموعة، بعد التعرف عليهم في أثناء البحث التمهيدي.
_ المقابلة.
يمثل استعمال أداة المقابلة تدعيما للملاحظة ، وتعميقا لها، فقبل أن يكون هذه الأداة وسيلة لجمع المعلومات ، فهي استعلام عن تجربة إنسانية، فالشخصية موضوع التحليل وثيقة إنسانية بالدرجة الأولى، يتطلب الوصول إليها درجة من الحميمية في العلاقة بينها وبين الباحث. لذلك فإن توظيفها وجب أن يكون مسبوقا بمرحلة تترسخ فيها الثقة بين الطرفين، تخول للباحث تحويل العملية من مجرد استعلام إلى علاقة تفاعلية تضمن صدقية المعلومة وتوجيه الحوار حسب اهتمامات البحث.
المجموعات البؤرية (Focus group)_
استعملت هذه الأداة مع طلبة المعاهد الدينية التابعة للتنظيمات الصوفية محل البحث، مع تقسيمهم إلى مجموعتين مستقلتين تنتمي كل واحدة منها إلى تنظيم محدد، ومن بين الثمانين طالبا الذين يتكون كل معهد ثم اختيار عينة لا تقل عن عشرة طلبة، اشتملت أجندة الحوار الذي اجري معهم على مواضيع متعددة تستعلم عن السن ومكان الازدياد ومهنة الأب وحال الأسرة والمسار التعليمي والدروس الملقاة عليهم ورأيهم في الشيوخ، كل ذلك بغرض:
* تحديد الروافد التي تغذ ي هذه المعاهد بالإتباع.
* قياس أثر التنشئة التي يتلقاها هؤلاء في هذه المعاهد، إنه استطلاع لرأي الطلبة يهدف إلى التعرف على التمثلات التي يحملونها، مدى تجانسها أو تقاطبها، وذلك من خلال ما يحملونه من مواقف وما يستعملونه من مفاهيم.
* تحديد مصادر التلقي عند الشريحة المستجوبة، مدى انغلاقها أو انفتاحها، بمعنى هل تقتصر على المقررات المبرمجة الحاملة لمذهبية المجموعة وغيرها من المراجع الدائرة في فلكها، أم أن هناك انفتاح مرجعي يترك للطلاب حرية الاختيار، مع تحديد الاتجاهات التي يسير فيها هذا الانفتاح.
* وأخيرا طلب من الطلبة الحكم على الأساليب التعليمية التي سبق أن تلقوها سواء في مدارس التعليم الديني على اختلاف أنواعها )التعليم الأصيل - المدارس العتيقة- التعليم العصري(، وذلك لقياس أثر التلقين المذهبي في تغيير معارفهم السابقة وقدرتها على إعادة تشكيل مخيال جديد.
- الخرائط المورفولوجية والرسوم البيانية
تعتبر الخرائط المورفولوجية والرسوم البيانية أداتين للتعبير الكمي والرقمي عن المادة الخام التي سيوفرها البحث الميداني وذلك بعد إخضاعها للمعالجة الذاتية للباحث، فمن جهة، تكمن أهمية الخرائط، في كونها وسيلة تمكن من وصف عديد الشروط الاجتماعية التي تعمل في وسطها الحركات الصوفية إذ تتيح للباحث فرصة التعبير المختصر عن المعطيات البنيوية والمتعلقة الحركات السلفية كالانتشار الجغرافي و الشبكات التابعة... كما يكمن الاستعانة بهذه الخرائط لتحديد توزيع المريدين على التراب الوطني سواء كانوا تابعين أم لا لتنظيمات محددة، وتحديد الروافد التي تشكل سوقا للانتداب بالنسبة لهذه التنظيمات.
وبالمثل، تتيح الرسوم البيانية مجالا للتعبير عن عديد الملاحظات المجتمعة من البحث الميداني في صيغ إحصائية ورقمية، مسهلة بذلك المقارنة بين مختلف تجليات الظاهرة، وذلك في كل مرة تجتمع فيها المعطيات التي تجعل هذه المقارنة ذات دلالة.
Address
210 Euston Road
London
United Kingdom
NW1 2DA
Annemarie Schimmel Scholarship: Studies on Islamic Mysticism, Sufi Literature, Indo-Muslim Culture

The Institute of Ismaili Studies is pleased to invite applications for the Annemarie Schimmel Scholarship in honour of the late Professor Annemarie Schimmel. This scholarship of £10,000 is awarded every three years to a senior scholar of Islamic Studies working in one of the fields that were of special interest to Professor Schimmel, such as Islamic mysticism, Sufi literature, Indo-Muslim culture, and literary and artistic expressions of Muslim devotional life. The scholarship is intended to assist the recipient to complete research leading to the publication of a book.

Please forward your application, with full CV and research proposal, to: Dr. Farhad Daftary, The Institute of Ismaili Studies, 210 Euston Road, London NW1 2DA. Tel. +44 (0)2077562700. www.iis.ac.uk. Closing date: 1 December 2010