حسن اليوربوعي
عدد المساهمات : 571 نقاط : 11608 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 53 الموقع : جهة سوس
| موضوع: كلمة ترحيبية بعنوان المقاصد النبيلة بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأكرم ص بالمدرسة الثلاثاء 28 فبراير - 5:22 | |
| الحمد لله كلمة ترحيبية تحت عنوان "المقاصد النبيلة في إحياء الذكرى المولدية الشريفة" على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التحية، بمناسبة الاحتفال المنظم بالمسجد الكبير تراست ليلة الأربعاء 8 ربيع الأول 1433 هـ / ق فاتح فبراير 2012 تحت أشراف الرابطة المحمدية وجمعية الخير لدعم المدرسة، وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية والمجلس العلمي المحلي. الحمد لله القائل "فإن الذكرى تنفع المومنين"، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المخاطب بقوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" معشر الحضور الكريم ها نحن أولاء، نجدد العهد بهذه الذكرى العطرة، التي تذكرنا بميلاد قدوتنا المثلى، وأسوتنا العظمى، ووسيلتنا الكبرى، والمشفع الذي ننتظر شفاعته يوم العرض، على المولى سيدنا محمد المصطفى، عليه من الله تبارك وتعالى أصناف الصلوات تترى، وفنون التحايا والسلام عليه يتوالى.معشر الأفاضل من نافلة القول قولنا لكم "مرحبا" لأنه إنما يرحب بالضيف، ونحن كلنا ضيوف عند صاحب البيت القائل "وأن المساجد لله"ومع ذلك فأعبر لضيوف الله الأعزاء، عن اعتزازنا وسرورنا الكبير، باسمي الخاص وباسم الرابطة المحمدية للعلماء، وباسم جمعية الخير لدعم المدرسة، وباسم المدرسة وطلبتها، وباسم المحسنين المساهمين، وباسم ساكنة تراست بلا استثناء، على تلبية الدعوة رغم ما طُوقتم به من مهام، ولكن الجاذبية الإيمانية، والمحبة المتبادلة، وتواصل القلوب رغم تباعد الأجسام، هي المهيمنة والمؤطرة لأمثال هذه اللقاءات، وحالنا معاً ـ والحمد لله ـ كما عبر عنه من قال: إن تغيبوا عن العيون فأنتم في قلوب حضوركم مستمرأيها السادة، أستسمحكم في أخذ بعض دقائق من وقتكم الثمين، لأخلص إلى كلمة موجزة جدا، تحت عنوان "المقاصد النبيلة، في إحياء الذكرى المولدية العطرة" فمما يعلم الجميع، أن الأحكام الشرعية مبنية كلها على المصالح، التي هي جلب المنافع ودرء المفاسد، وأن الأمور بقاصدها، ومن المقاصد تستنبط الأحكام الشرعية، وإحياء الذكرى المولدية، فيها من المقاصد الحسنة، بل الواجبة الآن، ما لا يخفى على ذي بصيرة، فمنها الثقافي والعلمي، ومنها الاجتماعي والتربوي والروحي. ومن جهة الثقافي والعلمي فإن المناسبة تُستغل في مدارسة سيرة من جعله الله قدوة وأسوة حسنة، ومن أُمرت الأمة باتباع أمره واجتناب نهيه، حيث قال "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ...الآية" وقال جل وعلا "وما ءاتاكم الرسول فخذوه...الآيةوكيف للأمة بذلك إذا لم تتكاثف الجهود، وتتخذ الإجراآت المتنوعة، في مدارسة السيرة النبوية، وكيف لها أن تكون في أخلاقها مثالية، إذا لم تتشبع بالشمائل المحمدية، وكيف لنا أن نقول بأن الصحابة الكرام لم يحتفلوا بها وهم في احتفال دائم مع صاحب الخُلق العظيم.ومن جهة الاجتماعي والتربوي، فتكفي هذه اللقاءات المباركة في بيوت الله، بهذه المناسبة التي يتحقق فيها الكثير من التعارف والتآلف، المفضي إلى تقوية أواصر الأخوة بين المسلمين، مع ما في هذا من اندثار الفوارق الطبقية، حيث يجتمع العلماء والأغنياء والأعيان، وأصحاب المشارب المتنوعة، من الصوفية والشيوخ والشباب والصغار مع غيرهم من المجتمع المسلم، فيستفيد البعض من البعض، ويتشاركون الطعام والشراب والفوائد العلمية والروحية المبثوثة، ليسترد الجميع النصاعة الإيمانية والدفء الأخوي العام. لتنمحي بذلك الفوارق الطبقية، التي منها تنبت العنصرية والجهالة الجهلاء. وفي هذا الجو الرباني المفعم بأريج الإيمان والإخاء، يطلع الجيل الصاعد على المثال الحي للمجتمع المسلم الحي ليلقح واقعيا لا نظريا فحسب، ضد الطفيليات الميكروبية الزاحفة عليه من كل حدب وصوب، عبر الشبكات العنكبوتية، والقنوات المتعددة المتحللة، الموجهة عن قصد من طرف مَن يسعون في الأرض فسادا. وأما المقاصد الروحية، فقد ورد عن الصادق المصدوق قوله"ص" وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"ويقول" وإن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلاؤها ذكر الله وتلاوة القرآن"، فبمجرد أن يفسح المرء لنفسه فسحة الحضور لهذه المجالس الروحية، ودخوله لهذه المصحات الربانية، وحضوره مع العلماء الفضلاء والطوائف الصوفية، والاستماع إلى القرآن الكريم وتدبره، مقتبسا من أنوار هدايته الربانية، متلذذا بتلك الأصوات والألحان الشجية، مترنمة بالشمائل المحمدية، والأخلاق الأحمدية، في هذه الأجواء الربانيةـ المحفوفة بالملائكة، المغشية بالرحمة، المحفوفة بالسكينة، فكيف لا تشفى القلوب وتزول عليها وتنمحي منها أصداء الذنوب التي هي الران الذي يحول بينها وبين المعرفة الحقيقية لعلام الغيوب؟ أيها السادة : في بعض الأحيان، وفي أمثال هذه الأجواء الروحية، يخرس اللسان عن التعبير عما يجول في الجنان، وأختصر وأقول: على كل فرد ومجتمع مدني، وهيئات علمية وثقافية ومهنية، وعلى طوائفنا الصوفية وشعرائنا، وذوي المواهب الصوتية والألحان الشجية، أن يساهم في إثراء المناسبات الدينية العظيمة المنسية، فقد كادت أن لا تذكر إلا في خطب الجمعة، وآن الأوان ليعزز الخطاب الديني التقليدي، الذي يلقى على المنابر والكراسي الوعظية، بِخَلق مبادرات احتفالية علمية ثقافية ترفيهية، بالأناشيد الدينية، وتوعية الناشئة عبر الوسائل المستحدثة، التي استغلها الأعداء لتسريب سمومهم إلى فلذات أكبادنا وشبابنا، كما يسربون إلى أسواقنا ومدارسنا ومعاهدنا أنواع المخدرات ولعياذ بالله. ولدرء هذه المخاطر، لابد من التكاثف والتعاون بين كل مسئول مسئول، صغير أو كبير، و كلنا مسئولون، لتحصين أمتنا مما يكاد لها في العلن والخفاء، وأبشر أطفالنا وشبابنا، بل وكلَّ مَن أراد الإطلاع على الجديد في عالم الانترنيت، فإن الرابطة المحمدية، أسست مواقع متخصصة في قضايا الطفولة والعُمران والإعلام وقضايا الفكر، منها موقع خدمة القرآن الكريم، وموقع الفطرة، وموقع المملكة المغربية عَلم وعُمران، وموقع للطفولة أيمن ونهى، وموقع التثقيف بالنظير، مع بوابة إلكترونية على الشبكة العنكبوتية، لتكون أداة للتواصل العلمي، ومكتبة رقمية بمثابة بنك للمعلومات، فهي كلها منذ الآن، في متناول مَن يريد الاستفادة منها عبر مواقعها على الإنترنيت، عوض السم الزعاف، الذي يتسرب عبر موقع المفسدين في الأرض، وكل ذلك مساهمة من الرابطة في تجديد الشأن الديني، كما دعا إليه أمير المومنين صاحب الجلالة في خطابه السامي بالدار البيضاء، في تنظيم المجلس العلمي الأعلى، والمجالس العلمية المحلية، والذي جدد فيه بظهير شريف، نشاط الرابطة المحمدية للعلماء، لحماية ثوابت الأمة المغربية، الدينية منها والروحية.أيها السادة فللتواصل والتعاون ونشر الدعوة والاستفادة، وللتوجيه والتثقيف الديني والروحي، ولحماية الشباب والطفولة، وللحد من تسربات المفاهيم المبتورة، ولإعطاء الذكريات الإسلامية معناها وغايتها المثلى، وللمحافظة على هويتنا المغربية الأصيلة، وثوابتنا الدينية والوطنية، انعقد هذا الجمع الكريم، في هذا البيت الكريم، مع ضيوف كرام، مرحب بهم من طرف ساكنة هذا الحي الترستي ومن يمثلونهم، وذلك كله في إطار قول من رب كريم، "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " صدق الله العظيم. والسلام والرحمة والبركة على هذا الجمع الكريم. بقلم ذ : الشيخ أحمد اليربوعي عضو الرابطة المحمدية ومدير مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بترا ست إنزكان آيت ملول | |
|