بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص باب الإدغــام
× حده: إدخال حرف ساكن في متحرك مثله حتى يصيرا حرفا واحدا مشددا.× وما اجتمع فيه مثلان في كلمة واحدة على ثلاثة أقسام: واجب الإدغام، وواجب الإظهار، وجائز الوجهين.القسم الأول واجب الإدغــــام: إذا اجتمع المثلان في الكلمة وهما متحركان، و شمل نوعين: الأول: أن يقعا بعد حرف مفتوح نحو: ردّ وظنّ [أصلهما ردَدَ وظنَنَ] فتقول التقى المثلان فسكن الأول وأدغم في الثاني فصارا رد وظن. و الثاني: أن يكون ما قبلهما ساكنا نحو: يرد ومرد [أصلهما يرْدُد ومرْدَد] تقول: نقلت حركة الأول إلى الساكن الصحيح قبله فيبقى ساكنا، لأن الحركة إذا غابت حل السكون محلها، فصارا يرد ومرد. وهذا ما تضمنه قول المصنف: أولَ مثلين محركين في كِلمة أدغِم .... القسم الثاني واجب الإظهــــار: ذكر من هذا النوع سبعة ألفاظ التقى فيها المثلان ولا يجوز فيها الإدغام 1- صُفَف: جمع صُفّة، صفة السرج والبناء: واجهته، ويطلق على الظلة، وهي ما يتقى به الشمس.2- ذلُل: جمع ذَلول أي ضد الصعبة [ دابة ذَلول: طيعة] 3- كِلَل: جمع كِلَّة، وهي غطاء المضجع.· ملاحظة: امتنع الإدغام في هذه الثلاثة لمخالفتها وزن الأفعال، والإدغام أصل في الأفعال فأظهرت لبعدها عنها.4- لَبَب: اسم لموضع القلادة، لخفة الفتحة.5- جُسَّس: جمع جاسّ، من جسّ الخبر إذا بحث عنه، الجاسوس رسول الشر والناموس رسول الخير.لأنه أدغم فيه ساكن قبله، ولو أدغم مرة أخرى لالتقى ساكنان، ففك لاجتناب ذلك. 6- ما كانت فيه الحركة عارضة في ثاني المثلين كاخصصَ اَبي، [أصله اخصصْ أبي] فنقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها.7- ما كان فيه ثاني المثلين زائدا للإلحاق نحو هَيْلَل ملحق بِـدحرج، فلو أدغم لخالف الملحق به.· ملاحظة: قد جاء الفك شذوذا مع توفر الشروط وذلك في ثمانية ألفاظ ذكر منها ألِل السِقاء إذا تغيرت رائحته (انظر البقية في المكودي) وهذا ما يشير إليه المصنف بقوله: .......لا كمثل صُفف... إلى 'ولا كهيللَ وشذ في ألِل.... القسم الثالث: ما يجوز فيه الفك والإدغام: وهو ثلاثة ألفاظ: الأول: حيِيَ وعيِيَ، فمن أدغم نظر إلى أنهما مثلان متحركان بحركة لازمة في كلمة، ومن فك نظر إلى أن الحركة الثانية كالعارضة لوجودها في الماضي دون المضارع (حيي يحيا)، والتفكيك في هذا أجود.الثاني: تتجلى، فقياسه الفك، لتصدر المثلين وهذا هو الراجح، ومنهم من يدغم ويدخل همزة الوصل [اتّجلى] وهذا نادر.الثالث: كل فعل على وزن افتعل نحو استتر، فقياسه التفكيك، ليبقى ما قبله ساكنا، ويجوز إدغامه بعد نقل حركته إلى الساكن قبله وحذف همزة الوصل لعدم الاحتياج إليها، فيصير ستّر، يَسَتِّر سِتَّارا.× ويجوز فيما اجتمع في أول مضارعه تاءان ما سبق في تتجلى، وأيضا حذف التاء الثانية، لأن الأولى تدل على معنى المضارعة. وإليه أشار بقوله: وحيي افكُك وادّغم دون حذر كذاك نحو تتجلى واستتر
وما بتاءين ابتُدي قد يُقتصر فيه على تا كـــتبيَّنُ العِبَر
× ويجب فك المدغم إذا اقترن بضمير الرفع، لئلا يلتقي ساكنان نحو حللت وحللناه، لقول المصنف: وفُكّ حيث مُدغم فيه سكن لكونه بمضمر الرفع اقترن نحو حللتَ ما حللناه ......× وخير في الإدغام والفك في المضارع المجزوم والأمر، فالفك لغة الحجازيين نحو ﴿ومَن يرتدد ﴾ ﴿ولا تمنن ﴾ والإدغام لغة تميم نحو ﴿ومن يشاقّ الله﴾ عند القراء، ويجلب همزة الوصل للأمر، لأن تفكيكه يوجب تسكينه، نحو: اردُد ﴿واغضض من صوتك﴾.× وأفعِل في التعجب، يجب فكه نحو أحبب بكذا.× وهلمّ يجب إدغامه، [أصله هلمم، نقلت حركة الميم إلى الساكن قبلها]ومعناه أقبِل، يخاطب به المفرد والمثنى والمجموع بصيغة واحدة، لأنه اسم فعل أمر عند الحجازيين، أما عند تميم فهو فعل أمر لا يتصرف، فيثنى (هلما) ويجمع (هلموا) .... الخ وفقكم الله وجعل النجاح حليفكم. آمين.
الأربعاء، 24 جمادى الثانية، 143316 ماي، 2012 ? بقلم ذ / أحمد اليوربوعى شيخ مدرسة تراست العتيقة
و عضو الرابطة المحمدية للعلماء، حفظه الله