Admin Admin
عدد المساهمات : 583 نقاط : 11669 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 العمر : 45
| موضوع: اثر الثقافة الشرقية في الفكر الاسلامي الأحد 3 مارس - 15:33 | |
|
اثر الثقافة الشرقية في الفكر الاسلامي
كان المسيحيون واليهود يعيشون بين ظهران العرب حتى في الحجاز منذ الجاهلية وقد ازداد هذا الاتصال بعد فتح العراق وبلاد الفرص ومصر ولم يلبث العرب ان تزوجوا من نساء مسيحيات ويهوديات إن الاتصال التاريخي بين المسلمين من جهة واليهود والمسيحيين والفارسين والغنوصي من جهة أخرى متوفر،و أسفر هذا الاتصال عن تأثر المسلمين باليهودية والمسيحية والفارسين والغنوصي وقد أتبث الباحثين في الوقت الحاضر،ويجب علينا البحث في تحديد العناصر والأفكار التي أخذها المسلمون من هؤلاء ان كان لهؤلاء اثر في ظهورها عند المسلمين. ينبغي أن يتجنب الإنسان في هذا الصدد موقفين متطرفين: يريد أن يلغي كل اثر مسيحي أو يهودي . يحاول أن يرجع كل فكرة كلامية إسلامية إلى المسيحية أو الفارسية أو الغنوصية. سنحاول في عرضنا بشكل موجز تقديم اثر اليهودية والمسيحية والفارسية والغنوصية في الفكر الإسلامي.
يرجع السبب الرئيسي إلى انتقال الأفكار والمعتقدات الكلامية والدينية اليهودية والمسيحية والغنوصية إلى المسلمين إلى: دخول الكثير منهم إلى الإسلام (اسلموا ظاهريا) وتمسكوا بارائهم فالانتقال من دين إلى دين أخر حتى وان كان حقيقيا لا يلغي جذور الاعتقادات الأولى. مما أدى إلى انتقال المسائل الكلامية والجدل عند المسيحيين أو اليهود معه بعد إسلامه. الطريقة الثانية تكمن في المناقشة /المناقشات سواء بحضور الخلفاء أو بين أصحاب الديانتين على نطاق خاص بين المسيحيين.
الأثر المسيحي فالمسيحيين تولوا في زمن الأمويين وخصوصا في الشام مهام عدة منها الكتابة( يوحنا الدمشقي ت 160 هـ) والأخطل الشاعر الأموي إن تأثير علماء المسيحية الشرقية وخصوصا يوحنا الدمشقي يظهر جليا في أراء القدرية في مسالة العدل وعند المعتزلة في رد الصفات إلى الذات وعدم إمكانية معرفة الله إلا من أثاره والأصلح وحرية الإرادة والتأويل وانه خلق الخلق لغاية. يصعب تحديد المسائل التي أثرت فيها المسيحية والمسيحيون في علم الكلام الإسلامي ألانه سنقتصر على نقاط على سبيل المثال لا على سبيل الحصر :
مسالة البحث في قدم الصفات او حدوثها:نجد عن المسيحيين فكرة الاقانيم الثلاثة (الله الابن الروح القدس)بينما تظهر في الفكر الإسلامي فكرة قدم الصفات وهي ليست نفس صفات الذات كبديل لفكرة الاقانيم وكذلك القول بصفات فعل وصفات ذات وكذا مسالة خلق القران. مسالة حرية الإرادة :وقد نادي بها نصارى الشرق كما اقروا بالاختيار،ويوحنا الدمشقي وتيودور كمسيحيين معاصرين للمسلمين قالا بحرية الإرادة ،كما نادي بها اليهود. اخذ المسلمين لفن المناقشة المنطقية عن المسيحيين
يرجع الجدل بين الإسلام والمسيحية الى الجدل حول حقيقة المسيح وفي مسالة تدور حول العقيدة الإسلامية في المسيح وقد أتي وفد نصراني من نصارى نجران الى المدينة وجادل النبي صلى الله عليه وسلم ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة وصاح القران في النصارى صيحته ( قل تعالوا ندعو .... على الكاذبين ). وبفعل الفتوحات الإسلامية وصل الإسلام إلى الشام والعراق ومصر فبدأت المسيحية تنازعه نزاعا فكريا شديدا،ومن هنا بدا الفكر الإسلامي في الظهور إذ بدا يحدد موضوعاته ومبادئه حول موضوعات الخلاف.
الأثر اليهودي
اثر اليهود على العرب في الجاهلية لاختلاطهم بهم ،فنجد أن الشعر الجاهلي قد تأثر بهم فكثير من شعر أمية بن أبي الصلت وزيد بن عدى يذكر أصل العالم وذكر الله والجنة والنار وكلها مستواحات من التوراة وكان لهم اثر في علم الكلام سواء عن طريق مجادلتهم للمسلمين إم عن طريق كتبهم النقدية. ويمكن إجمال الأثر اليهودي في : عدم اعترافهم بنبوة الرسول الكريم ومجادلة المسلمين لهم حول هاته النقطة. إنكارهم لنبوة المسيح واعتراف القران بها صراحة
نشاء الإسلام على حدود يثرب وقابلته اليهودية وجادلته عقليا جادلا عنيفا كما جادل الوحي اليهود في المدينة وناقشهم ورد عليهم وقال بأنهم غيرو وبدلوا في التوراة ،وأنهم كان يستفتحون على المشركين من العرب بمجئ نبي جديد فلما جاء من العرب أنكروه وكفروا به (وكانوا من قبل يستفتحون .......) وحين اعتنق الإسلام يهودا امنوا بالكتاب (وشهد شاهد من بني إسرائيل ....). أدت هذه الاشتباكات العلمية إلى حروب انتهت باستئصال اليهود من الحجاز وانتقالهم إلى الشام.ثم دخل المسلمون الشام واليمن وكان فيهما عدد من اليهود،كما إن عدد من اليهود نزحوا إلى الكوفة لما بناها المسلمون ،ومنذ ذلك الحين بدأت مجادلات عنيفة بين علماء الديانتين. الأثر الفارسي الغنوصي احتك الإسلام بهذا المذهب (الغنوصية) في جميع البلاد التي فتحها فاصدم معها في العراق وإيران وفي مصر في شكلها اليوناني الأفلاطوني،وبدا المذهب الغنوصي يهدم بناء الإسلام وكذلك منذ أن قوض الإسلام عقائد المذهب وطقوسه ويعد المذهب الغنوصي من اخطر المذاهب الهدامة التي جالدت الإسلام وحاربته بالسيف والفكر (القلم). عملت الغنوصية على دفع المعتزلة لمناصرة العقل ودفعت المامون لترجمت العلوم اليونانية القائمة على العقل. وقد اثرت الديانة الفارسية في المجادلات الكلامية عن طريق الفرق الغنوصية والمانوية.
ولعبت مدرسة جنديسابور المختلطة بآثار غنوصية ويونانية دورا هام في حركة الترجمة والحركة العلمية قبل وبعد الفتح الإسلامي ،ويمكن القول هنا أن الفكر اليوناني انتقل إلى المسلمين وهو مشبع بروح الثقافة الفارسية ودياناتها كالزرادشية والهلينية والمذاهب الفارسية الأخرى.
| |
|