محاضرة الفقيه الجليل بإحدى كليات الجنوب

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
الحمد لله وحده
 
                                  
 
إنها لمباد رة تستحق التنويه، وتشجع على تحقيق النتائج المتوخاة فى تجد يد الحقل الد ينى هذه التى تجمع بين فعاليات علمية مرموقة ، ومؤسسات علمية عتيدة والممثلة فى المجلس العلمى المحلى بعلمائه الأجلاء، والرابطة المحمد ية للعلماء المجد دة    حديثا      لتؤازر وتساهم بطاقاتها العلمية والفكرية فى نشرقيم الدين الأسلامى  وتعاليمه السمحة لاسترداد وإظهار وجهه المشرق فى خد مته للأ نسانية جمعاء ، وهذه الكلية المباركة العلمية الوثيقة الصلة بالشريعة الأ سلامية المميزة بأساتذتها النبغاء الذ ين تخرج على أيد يهم من الأطر والعلماء ما جعلها تحتل المقد مة بين الكليات العلمية النشيطة ،
 
أيها السا دة
وبصفتى عضو الرابطة المحمدية للعلماء ولكونها حديثة التجد يد أرى من الأ ليف فى هذا المقام ان اطلع السادة الحاضرين ومنهم اعضاء فى سلفها الصالح الذى اعطى ما لاينكرمن الفضل والعطاء ا ن ا طلعكم واعرفكم ولو على صورة مصغرة على تكوينها واهدافها لما فى ذلك من التكامل مع المؤسسا ت العلمية والثقا فية فى مجالات الدراسات الإسلامية والهيئا ت المهتمة بهذا المجال لما يثار من تساؤلات حول تعددالهيئا ت العلمية ،ماهى مهام كل واحدة منها هناك مندوبية للوزارة فى الشئون الإسلامية وهناك مجالس علمية وهنا ك رابطة العلماء ،وكل لها
اختصا صا تها ومجالات عملها ،وبعملها المشترك وتكا ثف الجهود يشهد الحقل الد ينى طفرة قوية تظهر بها نصاعته الأصيلة ووجهه المشرق ،خلاف ما ينا ط به وبعلمائه من تحجروجمود وتطرف وجحود،والأنوا رتتلاء م ولا تتزاحم،والإسلام من المبادء الأساسية لمجتمعه،­­      التعاون على البر والتقوى      واى براعظم واجل من تعاون العلماء على خدمة الأمة بعلمهم وقد كان السلف الصالح يتبادلون الآراء حول المسائل المستجدة ويصدرون الفتوى جما عيا بعد التمحيص والتقصى إحتياطا وحفاظا على الوحدة وامتثالا للقرءان حيث قا ل فى وصف الأنصار     
وامرهم شورى بينهم    حيث ذكر ابن العربى فى الأحكام كانوا قبل الأسلام وقبل قدوم النبى المختار   اذا كان يهمهم الأمر اجتمعوا فتشاوروا بينهم فاثنى الله عليهم خير الى ان قال . الشورى الفة للجماعة ومسارللعقول وسبب الى الصواب وما تشار قوم الا هدوا    انتهى كلامه  
وا سمحوا لى  ايها السادة على هذا الاستطراد ، إنما ادى بى إلى ذلك ما يشاهد من تعدد الفتاوى   والآراء حول مسا ئل مفهومة ومعلومة من الدين بالضرورة ولاسيما فالأمة المغربية والحمد لله كلها مالكية المذهب اشعرية العقيدة وما جاء هذا الاختلاف الا لأن ا لفتوى يتصدرلها من ليس اهلا لها ،واهيب بمؤسسا تنا العلمية  العتيدة وعلمائنا الأجلاء القيام بمجهودهم العلمى لسد امثال هذه الثغرا ت تحصينا لوحدة الأمة وامنها الروحى ،
اما موضوع هذه المداخلة وهو اطلاع السادة على تجديد الرابطة وهياكل تسييرها واهدافها وبعض ا نشطتها العلمية والثقافيةالتى تلامس مستجدات العصروموقف الإسلام منها 
فمنطلق التجد يد ظهير شريف يحمل رقم       210  05   1    صادر فى 15 محرم 1427
4 فبراير2006              بتخويل جمعية رابطة علماء المغرب صفة مؤسسة ذات نفع عام تحت إسم     الراطة المحمدية للعلماء    اما عن هياكلها فتتركب وفق نظامها الداخلى أولاحسب المادة الثانية من الباب الأول من الأمين العام للرابطة الممثل لها إزاء الغير والناطق الرسمى باسمها وبما ان فراسة المومن لاتخطىء فقد عين امير المومنين جلالة محمد السادس لتحمل مسئولية الأمانة العامة العالم المقتدر المحنك المتوا ضع الدكتور السيد احمد عبادى ويشهد له الجميع بانه الرجل المنا سب  فى المكان المناسب ،                                                                          وا لهيكل الثانى     ا لمجلس الأكاديمى للرابطة المكون من سبعين عضوا من العلماء الفضلاء المشهود لهم بالكفاءة العلمية عينوا بظهير شريف رقم     172  06    1       صادر فى شعبان 1427   21  شتنبر 2006     ويجتمع بدعوة من الأمانة العامة كل ستة اشهر على الأقل وكلما دعت الضرورة إلى ذلك ،                
وتتمثل مهام هذا المجلس فى الاهتمام بالشئون العلمية للرابطة وتداول جميع القضايا المتعلقة بمهامها إضافة إلى اتخاذ القرارات التى تمكن من تحقيق اهدافها وإبداء رايها حول المسائل ا لتى تحال عليه من طرف السدة العالية بالله ،
ا لهيكل  الثا لث   1    المجلس التنفيدى المشكل من ستة اعضاء من رؤساء اللجان ا لثلاث المنبثقة عن المجلس الأ كاديمى وهى لجنة  الأنشطة الثقافية والعلمية    2     لجنة ا لتعاون أوالشراكة 
3   لجنة الأبحا ث  والدراسات  علاوة على الأمين العام المساعد وأمين المال وأمبن الما ل   المساعد ،
ومهام هذا المجلس التنفيدى إ تخاذ التدا بير الضرورية لإعدا د مقررات المجلس الأكاديمى وتنفيذها بعد المصادقة عليها وهو المكلف بإعداد الأنشطة العلمية والثقافية وعرضها على المجلس ا لأكاديمى للمصادقة عليها وهوالمكلف بمقترحا ت المشاريع وبرنامج الأبحا ت والدراسا ت المزمع إ نجا زها وعرضها على المجلس الأكاديمى ويجتمع بدعوة من رئيسه كل شهر على الأقل وكلما دعت الضرورة إلى ذلك ،
هذا فيما يخص هيا كل ا لسيير
أ ما عن أهداف تجديدها فتتمثل فى كلمة الأمين العام للرابطة الدكتورأحمد عبادى فى الجمع التأ سيسى للرابطة يوم  27  يناير 2007  حيث أكد أن الرابطة بمثابة أكاديمية للتفكير والتبليغ لهذا الدين الحنيف بالشكل الذى عرف به منذ نزوله  دين تسامح  ووسطية واعتدال  وأحال على خطاب جلالة الملك  فى 30  أبرير 2004   حيث قال جلالته وأكد على ضرورة إنخراط الرابطة فى النهضة الدينية لهذا البلد الكريم كما أرادها أمير المومنين أن تتواشج مع دور المشيخة فى مملكته السعيدة ،وأضاف سيادته قائلا إن أمير المومنين أراد لهذه الرابطة أن تكون مصدر نصح وتفكر وتحويل لما يعانيه الناس فى كل المجالات إلى ءامال ومطامح لتصبح واقعا ملموسا وقال من مسئوليات الرابطة وأهدافها أن تسد فراغا بالتعاون مع كل العاملين   فى هذا الحقل المبارك ،     أنشطة الرابطة   
 
أما عن أنشطتها فى هذا الوقت الوجيزفهى كالتالى ،
1  عقد الجمع العام التأسيسى الأول بالرباط يومى السبت  والأحد 7  /  8 /  محرم  1428 ه ق 27/ 28/ يناير 2007 م  تمت فيه المصادقة على القانون الداخلى حيث
رفع للمصادقة الشريفةمن لدن جلالة الملك وتم تشكيل اللجن المذكورة والمصادقة على أعضاء المجلس التنفيذى  وختم ببرقية شكر وامتنان لجلالة الملك ،
2    ترميم وإ صلاح وتجهيز مقر الرابطة بالرباط ومقر مجلة الاحياء وتجهيزها بأحدث المتطلبات المكتبية وتزويدها بكفاءات بشرية مفتدرة جديدة تهم التدبيرالمالى والتسيير الإدارى ومجالات البحث العلمى والإعلام والإعلاميات والاتصال التعدد الوسائط ،
3      عقد ندوات دولية ،
الأولى     تحت عنوان  الإنسان والأرض أى علاقة ؟  بتاريخ 26  أبرير 2007 بمشاركة خبراء دوليين فى مجال البيئة ،
الثانية    ورشة عمل إقليمية للوقاية من الإيدز أيام   24/  الى 27 ربيع الثانى 1428 ق  12 الى 15  مايو 2007  تحت عنوان    دور القادة الدينيين فى تغيير السلوكيات الخطيرة    حضرها مجموعة من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية
الثالثة   الرابطة تفتح الإجتهاد  فى إشكالية السياق حول موضوع أهمية اعتبار السياق وصلته بالعمل بالأحكام      عقدت بتاريخ أيام  26  الى 28  يونيو 2007   تحت الرعاية الساميةلصاحب الجلالة نصره الله،
4   اإصدارات الرابطة          إستانفت الرابطةا لمحمدية للعلماء إصدار مجلة  الإحياء  عدد 25  فى حلة جديدة جمعت بين العمل الصحفى المهنى والمضمون المعرفى المتميز صدر العدد الأول الذى يحمل رقم 25 بعد استئناف الإصدار شهر يوليوز 2007 ثم العدد الثانى 26 نونبر 2007 ثم العدد 27 لم نتوصل به بعد ولاكن لفت نظرى فيها فى موقع الرا بطة فى الأ نترنيت حوار أجرته المجلة مع الأستاذ محمد الكتانى عضو أكاديمية المملكة المغربية حيث قال  فى الحوار  إن العلماء فى المنظور الإسلامى ليسوا هم الفقهاء العارفين فقط بأحكام الحلال والحرام ولا الوعاة للتراث الكلامى والأصولى فقط القادرين على ترديده وإنما هم الذين تتسع مداركهم وعقولهم لما يعرفه العصر من علوم إنسانية جديدة بعد استيعابهم العلوم الإسلامية إلى ءاخر ما قال  وهى نظرية أعتقد أنه حان الوقت لعلمائنا خصوصا جيل الشباب أن لا يبقوا مقتنعين بالمفهوم الضيق للعلم فالإسلام دين التطور والتجديد لا دين التحجر والجمود لاكن مع المحافظة على الثوابت المقدسة وقد شعر بهذا بعض علمائنا السوسيين
 وهوالفقيه الأديب سيدى الحسن الكسالى  حيث قال .
 
 
   ربما كان أعلم الناس   بالكون   *    اناس   تظنهم جهلاء      
   من قضى العمر بين شقى كتاب *  يحسب الناس كلهم أغبياء
   وغبى من لايرى الرأى إلا       *    مستخيرا جدوده القدماء
 
1
أما عن المشاريع المستقبلية فستنظم الرابطة المحمدية للعلماء بمناسبة إنعقاد الجمع العام الثالث يومى 27/ 28/ من هذا الشهر موافق 5/6/ مارس ندوة تحت عنوان   مناهج الاستمداد والوحى      وذلك بمدينة تطوان إن شاء الله ،
2    إحداث مركز الدراسات وإحياء التراث وهو الآن نشط فى مجال البحث العلمى وإحياء التراث النفيس خاصة فيما يتعلق بالمذهب المالكى ،
3      مشروع تحقيق كتاب مختصر ترتيب المدارك فى معرفة أعلام مذهب مالك ، وكتاب بلوغ أقصى المرام فى شرف العلم وما يتعلق به من أحكام إلى غيرها من الأبحاث القيمة التى ستعطى للخزانة الإسلامية والمعاهد المتخصصة مزيدا من الثراء والغنى ، وأحيل السادة المهتمين بهذا الشأن إلى تقرير أنشطة الرابطة التى تصدرها كل ستة أشهر للا طلاع على إنجازات هائلة والمجهود المبذول من طرف الرابطة المحدية للعلماء، ولا بد ونحن فى لقاء علمى أن ننوه بمجهود فريد من نوعه بذله أحد أعضاء الرابطة المحمدية للعلماء الدكتور لحسسين الذى ناقش رسالة الدكتوراه بدار الحديث الحسنية يوم 22 فبراير الجارى وهو فى سن الثمانين من عمره ، ولا يسعنا إلا أن نهنىء فى فضيلته هذه الهمة التى قهر بها الشيخوخة ،الشىء الذى يحفز العلماء لمواصلة المجهود العلمى ولبعد الثمانين عملا بالمأثور   أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد
هذا وتطبيقا للفصل الثانى من الظهير الشريف المجدد للرابطة المحمدية للعلماء ولمادته الثالثة المتعلقة بأهداف الرابطة الممثلة فى تنشيط الحياة العلمية والثقافية فى مجال الدراسات الإسلامية من خلال توثيق أواصر التعاون والشراكة مع المؤسسات الجامعية والهيئات العلمية ذات الاهتمام المشترك قامت بالاتصال مع كل المؤسسات العلمية ذات الصلة إما من طرف الأمانة العامة مباشرة أوبواسطة أعضاء الرابطة المحليين وهى تعمل بجد لتجسيد العمل الجماعى فى تحقيق الأهداف النبيلة التى يتوخاها أمير المومنين نصره الله فى خطابه فى الدار البيضاء يوم 30أبرير 2004 عندما قال  وفى هذا الصدد أبينا إلا أن يشمل إصلاحنا رابطة علماء المغرب لإخراجها من سباتها العميق وإحيائها بشكل يجعل منها جهازا متفاعلا مع المجالس العلمية إلى ءاخر ما جاء فى الخطاب الملكى السامى ،
        
 
 
 
          
 
 
 
 
 
وأختم بهذا التوجيه المولوى حامدين الله تعالى الذى يقيض لهذه الأمة من ولاة أمورها وعلمائها من يجدد لها أمر دينها والحمد لله الذى بنعمته تتم الصاحات ،
وأشكر لهذا الجمع المبارك حسن الاستماع
        
 
 
                      والسلا م عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 
 
 
                       بقلم الفقيه أحمد اليربوعى عضو الرابطة المحمدية للعلماء