تتمة خطب الحج

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد المصطفى الكريم وعلى ءاله وصحبه

خطبة رابعة من خطب الحج بعنوان:" يوميات الحاج"
وهي تتمة للبرنامج اليومي التطبيقي لمناسك الحج والعمرة في
الجمعة 18ذو القعدة1430 ه ق 6نونبر2009م

الحمد لله المحسن المتفضل،الذي جوده وبره على عباده متواصل،التواب الساتر،الحليم الغافر،أحمد الله تعالى حمد العبد الذليل للإله القادر،ونشكره وهو المتكفل بالمزيد للشاكر،ونستهديه لسلوك نهجه الذي بالسير عليه يطمئن الحائر،ونشهد أنه الله الذي لاإله غيره،وهو فوق عباده القاهر،ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي بهدايته إستنارت من القلوب السرائر،وبالكتاب المنزل عليه تفتحت الأسماع والأبصار والبصائر،صلى الله عليه وعلى ءاله وصحابته الذين استبقوا إلى المكرمات ففازوا بالسبق إلى المفاخر.
عباد الله:
لنواصل معكم الحديث عن الرحلة الميمونة إلى الديار المقدسة،حيث تسعد القلوب المومنة وتطمئن النفوس التقية،وتغفر الذنوب المقترفة،وتكتب للدعوات الاستجابة،وتقبل التوبة وينسلخ الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه،فطوبى لمن هذه حالهم،وطوبى لمن هم على أهبة الرحيل ضمن الوفود الرحمانية إلى الكعبة وعرفات،وزيارة سيد البرية،وقد تتبعنا معكم مراحل هذه الرحلة المباركة،وتوقفنا في الخطبة السالفة عند النفير من مزدلفة إلى منى صبيحة يوم العيد.
وماذا عن برنامج أعمال هذا اليوم الذي قال فيه رسول الله "ص": [ أعظم الأيام عند الله يومُ النحر] والحافل بالنسبة للحاج بالقربات وأعمال الطاعات من رمي جمرة العقبة ونحر الهدي الذي ذكره الله تعالى في كتابه إذ يقول:[[ والبدن جعلنها لكم من شعائر الله لكم فيها خير" الآية]]وشعيرة الحلق والتقصير المذكورة في قوله تعالى:[[ ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أوبه أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ]] والركن الأخير الذي هو طواف الإفاضة والرجوع بعد أدائه إلى المبيت بمنى يومين للمتعجل وثلاثة أيام لغير المتعجل المذكور في قوله تعالى:[[ واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى]] كل هذه الأعمال الربانية ينبغي القيام بها في يوم عاشر ذي الحجة المبارك الذي هو يوم عيد الأضحى على النحو التالي:
بمجرد صلاة الصبح يتوجه الحاج لرمي جمرة العقبة جهة مكة،مستقبلا إياها بسبع حصيات التي أتى بها من مزدلفة مكبرا مع كل حصاة،ومن لم يرم قبل الزوال فليرم بعده لأن اليوم كله متسع للرمي،ثم يحلق رأسه أو يقصر،والمرأة ليس عليها إلا التقصير،وبرمي جمرة العقبة يتحلل الحاج التحلل الأصغر،بحيث يحل له ما حرُم عليه بالإحرام إلا قرب النساء ومباشرتهن والصيد،ويكره له الطيب،ثم بعد هذا يذهب إلى مكة لأداء الركن الرابع والأخير الذي هو طواف الإفاضة،بالصفة المذكورة في طواف القدوم،غير أن طواف الإفاضة لا هرولة فيه في الأشواط الثلاثة الأولى كطواف القدوم،بل يمشي فيه مشيه الطبيعي بهدوء وسكينة،داعيا ضارعا ذاكرا حتى يتم سبعة أشواط،ويصلي ركعتي الطواف وبه يتحلل التحلل الأكبر،وللحاج أن يؤخر طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام منى وإن كان الأفضلَ فعله بلباس الإحرام يوم العيد،وعليه بعد الطواف؛ الرجوع إلى منى للمبيت،يومين للمتعجل أو ثلاثة أيام لغير المتعجل،ومن فاته المبيت فعليه الدم،فإذا أصبح في ثاني العيد إنتظر إلى ما بعد الزوال فيمضي لرمي الجمرات الثلاث،إبتداء بالصغرى التي تلي مسجد الخيف ثم الوسطى ثم العقبة،بالكيفية التي رمى بها العقبة صبيحة العيد بسبع حصيات لكل منها وبالتكبير مع كل حصاة والدعاء عند الأوليين بعد الرمي إن أمكن ولا يقف للدعاء عند العقبة لضيق المكان،ثم يكرر نفس الشيء في اليوم الثاني عشر بعد الزوال كذالك ويقصر الحاج الصلاة أيام منى،كل صلاة في وقتها وبرمي الجمرات في اليوم الثاني بعد العيد تتم كل الواجبات وبه يتم الحج ويتم المقصود،وليحمد الحاج الله عز وجل على تمام هذه النعمة العظيمة إذ بتوفيقه وعونه وهدايته تتم الصالحات ممتثلا قول الله عز وجل :[[ فإذا قضيتم منسككم فاذكروا الله كذكركم ءاباءكم أواشد ذكرا " الآيات]]
صدق الله العظيم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين


ءامــــــــــين





الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،وبفضله تتنزل الرحمات،وبعونه وتوفيقه ترتقى الدرجات،الحمد لله الذي أنعم فأجزل،وأكرم فأفضل،أحمده تعالى حمد العبد لسيده المفضال،واشكره على ما أفاض من عطاء ونوال،ونشهد أنه الله الذي لاإله إلا هو الكبير المتعال،ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الشفيع المشفع الذي لا يرد له سؤال صلى الله عليه وعلى ءاله وصحابته ومن لهم موال.
عباد الله:
يقول تعالى:[[ وأتموا الحج والعمرة لله]]ويقول رسول الله "ص":فيما يرويه الترمذي عن عبد الله بن مسعود [ تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خَبََث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة]
من هنا تعلمون فضل العمرة كما سبق لكم أن علمتم فضل الحج وموقعه في الدين.
إذا ما هو حكم العمرة وما هي أركانها وكيفيتها؟إن العمرة سنة مؤكدة مرة واحدة في العمر،أركانها ثلاثة؛الإحرام والطواف والسعي ثم الحلق أو التقصير الذي هو من الواجبات،وكيفيتها أن يخرج الحاج بعد انتهاء أيام منى إلى مكان في الحل يسمى التنعيم ومساجد عائشة ،إما أن يستعد بالاغتسال وإزالة المخيط والمحيط ولبس إزار ورداء ونعلين في مكانه بمكة وإلا يغتسل هناك غسل الإحرام،ويحرم بنية العمرة بالكيفية السابقة في الحج،ويشرع في التلبية قاصدا مكة فيدخل المسجد الحرام من أي باب يقابله،ويتجه إلى الكعبة للطواف طواف العمرة كما سبق له في طواف الإفاضة وبعد الإنتهاء يصلي ركعتي الطواف ويقصد الصفا للسعي بنية العمرة وبعد الإنتهاء يحلق رأسه أو يقصر وبه تتم مناسك العمرة،وهذا كله لا يتجاوز ساعتين أو ثلاثا،ومن هذا يتبين أن واجبات العمرة ثلاثة كأركانها؛التجرد من المخيط والمحيط والتلبية والحلق،وبتمام العمرة ينتهي المرام والمقصود . ويحرص الحاج ما بقي في حياته على الحفاظ على توبته وحرصه الشديد على أعمال صالحة ترضي الله تعالى الملك الحق المعبود،مستمطرين في الختام الرحمة والمغفرة من الله تعالى بالصلاة والسلام على من به حصل للنبوة الختام
أحمد اليوربوعي خطيب مسجد الكبير العتيق بتراست أكادير