منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
الشباب في خدمة الإسلام 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / انت غير مسجل في هذا المنتدى يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الشباب في خدمة الإسلام 829894
ادارة منتديات مسجد الكبير لتراست الشباب في خدمة الإسلام 103798
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
الشباب في خدمة الإسلام 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / انت غير مسجل في هذا المنتدى يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الشباب في خدمة الإسلام 829894
ادارة منتديات مسجد الكبير لتراست الشباب في خدمة الإسلام 103798
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست

التواصل مع المدرسة : madrasttarrasst@gmail.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشباب في خدمة الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 583
نقاط : 11963
تاريخ التسجيل : 24/04/2010
العمر : 45

الشباب في خدمة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الشباب في خدمة الإسلام   الشباب في خدمة الإسلام I_icon_minitimeالإثنين 27 سبتمبر - 2:42

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث إلى كافة الأنام وعلى آله الأخيار وصحابته الأعلام

في 24 محرم1429 ق ل 2/2/2008

بقلم ذ. احمد اليربوعي
عضو الرابطة المحمدية للعلماء بعمالة إنزكان آيت ملول
.ومدير مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست عمالة إنزكان آيت ملول
الشباب في خدمة الإسلام

حي الله الشباب، حي الله أمل الأمة ومستقبلها الزاهر إن شاء الله، جعل الله لقاءنا معكم لقاحا للعقول والقلوب نستمد بلسمها الشافي من كتاب الله الهادي ومن هدي النبي الواقي. مفتتحين موضوعنا المعنون بـ "الشباب في خدمة الإسلام" خير ما يفتتح به الكلام بعد الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المبعوث إلى كافة الأنام وهو كلام الله الخالد الذي نأخذ منه كمفتاح قوله تعالى"الله خلقكم من ضعف"(الآية 54 من سورة الروم)، جعل الله للإنسان قوة الشباب بين ضعفين ضعف الطفولة والصغر وضعف الشيخوخة والكبر وبما أن المسؤولية والتكليف الشرعي تقع على الإنسان على قدر الطاقة فان الصبي والطفل الصغير لم يكلف بعد لصغره وعدم إدراكه وقدرته والشيخ الهرم بدوره لم يكلف إلا بقدر طاقته المحدودة لقوله تعالى "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، فبقيت المسئولية الجسيمة على عاتق الشباب الذي هو معقد الرجاء وأمل الأمة؛ فبنشاط الشباب إذا وحيويته وكرامته وثقافته ووطنيته وتقديره لمسئولياته وإيمانه العميق بالله وبأنه سيجد نفسه يوما ما مسئولا أمام الله لما ورد عن رسول الله عليه السلام "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به" رواه البيهق ي من حديث معاد رضي الله عنه فإذا كان شباب الأمة في هذا المستوى من الوعي والرشد فان الأمة والحمد لله تجد نفسها من أرقى الأمم وتعتز بماضيها المجيد وبغدها المشرق، ولتكون الأمة كذلك لا بد من تكاثف الجهود وبذل المجهود من طرف المجتمع عامة. والأمة الإسلامية مأمورة بالتعاون على البر والتقوى، وهل هناك عمل بر أكبر من أن ننمى مواهب شبابنا ونهيئ لهم كل أسباب النجاح في مهامهم المنتظرة الجسيمة وفى هذا الإطار أبت الرابطة المحمدية للعلماء إلا أن تساهم على قدر الطاقة مع كافة المهتمين برعاية الشباب بهذه التوجيهات التي محاورها كالتالي:
المحور الأول : مكانة الشباب في الإسلام
المحور الثانــي: المواقف النبيلة الشجاعة في نصرة الدعوة الإسلامية منذ نشأتها
المحور الثالـث: نجابة الشباب في خدمة العلم والثقافة
المحور الرابـــع: الشباب والعمل ومنابذة الكسل
المحور الخامس: الشباب والرياضة
المحور السادس: الشباب والعفة
المحور السابـــع: الشباب وعلاقته بالآباء والأقارب والمجتمع
المحور الثامـــن: بعض الأخطار المرتبطة بشباب اليوم
المحور التاســـع: أهمية التكوين الروحي للشباب
خــــــاتـمـة

مكانة الشباب في الاسلام

يقول ربنا الكريم في سورة الاحقاف آية 145 " وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ ِحْسَناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كرها وَوَضَعَتْهُ كرها وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ " صدق الله العظيم، قال الشيخ القرطبي في أحكام القران قال ابن عباس الأشد ثمانية عشر سنة وقال ابن كثير الأشد قبل الأربعين سنة يلاحظ في الآية الكريمة أن الله تعالى ذكر تطور الإنسان مند الحمل وما تتكبده الأم من مشاق الحمل وءالام الطلق وما يتلوه من الرضاع والتدرج من الصبا والطفولة إلى بلوغه الأشد وهو سن التكليف ثم إلى سن الأربعين وهو سن اكتمال القوة والنضج وحينما بلغ هذا السن لمن لاحظته العناية الربانية وأدرك ما شمله من النعم اللاهية التي لا تحصى وأعلاها نعمة الهداية والإيمان عليه وعلى والديه الذين بواسطتهما ولطفه تعالى تدرج إلى أن وصل إلى هذا النضج العقلي والروحي ألهمه خالقه شكر هذه النعم باستعمالها في طاعة الله تعالى التي تدر عليه رضاه "أن اعمل صالح ترضاه"، واستمر هذا العبد الملهم الصادق مع خالقه في الدعاء والطلب، ليستمر هذا الإرث المبارك في ذريته وعقبه إلى يوم الدين "وأصلح لي في ذريتي" واقر أخيرا باستمراره على التوبة وعلى الإسلام إلى النهاية وذكر الله تعالى الجائزة الكبرى والوسام الأعظم الذي توج به عمر هذا الإنسان المؤمن التقي الصالح الشاكر لخالقه فاستعمل نعمه في أسباب مرضاته، الشاكر لوالديه ببرهما والتزام طاعتهما وعمل ما بوسعه في توريث هذا النهج القويم داعيا الله تعالى بدوام الصلاح في الذرية إلى يوم الدين فقال تعالى في حق هؤلاء "أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا " صدق الله العظيم.
أبنائي الشباب إنما أريد وأقصد بهذا المدخل المستمد من القرآن الكريم أن أثير مكمن الإيمان في قلوبكم لتعلموا أن الله تعالى لم يخلقنا سدى ولا عبثا بل لحكمة بالغة، وإن حياة الإنسان شريفة وثمينة لا يفرط فيها ويفرغها من معناها إلا من لا عقل له ولاسيما فترة الشباب التي هي زهرة العمر والنواة التي بتعهدها تينع شجرة العمر وتثمر، هذا وقد أعطى الإسلام للشباب المؤمن التقي الصالح مكانة متميزة بحيث عد النبي عليه السلام من السبعة المستظلين في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله "شاب نشأ في عبادة الله" رواه البخاري ومسلم، الم يكفيكم أيها الشباب فخرا أن النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم أوصى بكم خيرا في حديث رواه صاحب روح البيان في التفسير فقال "أوصيكم بالشباب خيرا ثلاثا فإنهم ارق أفئدة ألا وان الله أرسلني شاهدا ومبشرا ونذيرا فخالصني الشباب وخالفني الشيوخ"، فالشباب على مر التاريخ هم النقباء والحواريون وهم الأنصار والمهاجرون، لنقرأ في سورة الكهف قصة أصحاب الكهف "إنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى" (الآية).
ومن مناقب الشباب في الإسلام ما لا يعد ولا يستقصى، إلا أني اقتصرت على منقبتين هما منقبة علي كرم الله وجهه الذي لم يسجد لصنم قط وهو الذي افتدى النبي عليه السلام بروحه ليلة هجرته وهو الذي ائتمنه على أمانات قريش التي تحت يده عليه السلام إلى غيرها من المواقف النبيلة وهو في عنفوان شبابه. الشاب الثاني مصعب بن عمير العبدري الذي تربى في الرفاهية والنعيم وحينما ذاق حلاوة الإيمان أنسته الدنيا وملذاتها، فتحمل ما تحمل نصرة للإسلام وللنبي الأكرم فتشرف بكونه أول مبعوث للنبي صلى الله عليه وسلم مع أهل العقبة الأولى من أهل المدينة كمرشد وداع إلى الله تعالى، وعلى يديه انتشر الإسلام في المدينة المنورة وكان يلقب في المدينة بالمقرئ، وأول من جمع بالناس الصلاة بالمدينة والجمعة وهذا مجرد مثال ولو استرسلنا لطال بنا الكلام.




بعض المواقف النبيلة الشجاعة للشبيبة الإسلامية

معشر الشباب لنطل إطلالة على بعض أمثلة مواقف الشباب السباق إلى خدمة الإسلام ونصرته ونشر دعوته وهو يخطوا خطواته الأولى لتكون نبراسا لشباب اليوم وليتيقن أن سلفه الصالح من الشباب المسلم هو المساهم الأول في إقامة دعائم الإسلام وأسس دولته، وبتضحيات الشباب أينعت ثمرة الإسلام التي لا زلنا ونحن في القرن الخامس عشر الهجري نقطف ثمارها اليانعة وبضيائه نستضيء عندما تدلهم الظلمات فتنكشف عن قلوبنا الغمم لنجد أنفسنا محاطين بعناية الله المنبثقة من دعوة الله إلى دار السلام ومن هدايته إلى صراطه المستقيم، ولنأت بمثالين رائعين من مواقف صفوة الشباب في خدمة الدعوة الإسلامية.
المثال الأول ممثل في سيدتنا أسماء وأخيها عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق وعامر بن فهيرة مولاه ومشرك مؤتمن على سر النبي صلى الله عليه وسلم، هؤلاء الأربعة اطر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فسيدتنا أسماء هي المكلفة بتجهيز الزاد وإعداد الطعام وحينما لم تجد ما تربط به جراب الزاد قطعت نطاقها فربطته به فتشرفت بلقب ذات النطاقين، وعبد الرحمان أخوها مكلف بالمخابرات يزود النبي عليه السلام بما تمكره قريش ويحمل الزاد إلى غار ثور، وعامر بن فهيرة مكلف برعاية الغنم قرب غار ثور ليزود النبي وصاحبه بلبنها والرجوع على اثر عبد الرحمان لطمس الأثر، أما عبد الله بن اريقط فمكلف بالناقتين ليأتي بهما عند انقطاع الطلب ليدلهما على الطريق، ثلة تمثل خليطا من الشباب بينهم فتاة وفتى ومولى ومشرك، إنها ميزة الإسلام يخدمه كل واحد حتى المشركون، وقد ورد أن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وهكذا أراد الله للمجتمع أن يتكاثف ويتعاون لخدمة الإنسانية لان الإسلام دين الإنسانية جمعاء.
والمثل الثاني لتحدي الشباب خدمة للإسلام يتمثل في الشاب أبي جندل ومن معه من شباب مكة المؤمن فأبو جندل ابن سهيل آمن وتكبد جراء إيمانه ما لا يقاس، وحينما عقد النبي عليه السلام صلح الحديبية الذي كان من بنود العقد أن المسلمين يردون إلى قريش من أتى إليهم مسلما وأن قريشا لا يردون من جاء من المسلمين إليهم، في تلك اللحظة هرب والتجأ ابو جندل إلى المسلمين وأبوه ممن عقد مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلح، فلما رأى ولده قال أبوه هذا أول من يرد، فاستغاث بالنبي عليه السلام ولكنه عليه السلام طمأنه بقوله "ارجع فإننا عاهدنا القوم فسيجعل الله لك فرجا اصبر واحتسب" ثم التحق شاب آخر يسمى أبا بصير بالنبي في المدينة فرده أيضا قائلا مثل ما قال لأبي جندل ولكن أبا بصير وجد غفلة من رفيقيه فقتل أحدهما بدي الحليفة وفر الأخر، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا وفيت ذمتك أما أنا فنجوت، فقال له صلى الله عليه وسلم لا تقم في المدينة فذهب إلى ثغر بطريق الشام يقطع الطريق على تجارة قريش والتحق به أبو جندل وثلة من شباب مكة المؤمن فتحيرت قريش في أمرهم ولم يكن لهم بد من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ليضمهم إليه فأزال الله بسبب هؤلاء الشباب هذه الغمة. إنما أتينا بهذين المثالين ليبقى شبابنا المسلم في مستوى تحديات العصر .

نجابة الشباب في خدمة العلم والمعرفة

لا يخفى أن العلم وسام الشرف في الدنيا والآخرة، وعلى أساس العلم ترتكز السعادة في الدنيا والآخرة، والأدلة النقلية في هذا المجال كثيرة ومتنوعة، نأتي بمثالين من كتاب الله تعالى حيث يقول ربنا الكريم "يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة آية 11) وهذا من عطف الخاص على العام، وهذه الدرجات بينها ما رواه الاصبهاني والمنذري في حديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فضل العالم على العابد سبعون درجة مابين كل درجتين حضر الفرس، يعني عدو الفرس سبعين عاما" رواه ابن سيرين من حديث أبي هريرة، ذالك لأن الشيطان يبدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهي عنها والعابد مقبل على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها، والثاني قوله تعالى " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيم"ُ آلاية 18 سورة ال عمران، ناهيك بمن ثلث به الله تعالى بعد جلاله وملائكة قدسه.
والعلم اسم شامل لكل ما يكون به الإنسان مدركا لحقائق الأشياء، وان تشعبت شعبه وطرقه ومواضعه ومراميه، إلا أن الإسلام يحض على سائرها لكونها وسائل لليقين المعرفي، وبالعلم يتشرف الإنسان ويتقوى الإسلام، وقد ذكر لفظ العلم من غير اشتقاقاته المتعددة في القرءان تسعا وعشرين مرة، وهذا التكرار له دلالة خاصة.
وتتعدد العلوم بتعدد ضروريات الحياة ومازالت شعبه تزداد وتنموا بسبب التقدم التكنولوجي الذي فتح أمام البشرية أبوابا شاسعة من الأبحاث الكونية والجينية والمرفولوجية "علم أعضاء البدن" والفيزيولوجيا "علم وظائف الأعضاء"، وغيرها مما هو لا يزال في معاهد البحوث التي لا تهدأ، و تطرقت إلى هذا معشر الشباب لأذكركم أن الإسلام دين العلم بمختلف فروعه وشعبه، لا يعني عندما نسمع قوله تعالى " فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" الآية من سورة التوبة أو مثل حديث "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" أن العلم الذي له الفضل وحده هو علم الفقه والتوحيد؛ فعلم الدين ضروري لكل مسلم لأن العبادة لله هي الغاية من وجودنا ولا عبادة بدون العلم الضروري من تصحيح العقيدة والأحكام الشرعية، من معرفة الأركان ومعرفة الحلال والحرام والحقوق والواجبات، وهذه تسمى بتعبير الفقهاء فروض الأعيان بمعنى يتعين على كل مسلم معرفتها ليصح إسلامه، لأن الله تعالى لا يعبد بالجهل، وغيرها من أصناف العلم التي هي ضرورية للحياة وتقوية الأمة وحتى التخصص في العلوم الشرعية وعلم الكلام هي من فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ولابد لشباب الأمة إن أراد لأمته أن تبقى وتدوم لها الأخيرية، التي هي مكانة لم تعط لأية أمة، ويحق لها أن تعض عليها بالنواجذ لأن الله وحده هو الذي شرفها بهذا الوسام وخاطبها بقوله "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وكيف لها أن تبقى كذلك؟ الجواب في تمام الآية "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله" الآية 110 ءال عمران. إذا لابد للشباب الذي هو مستقبل الأمة أن يستقيم في سلوكه وأخلاقه، ويتزود بالتقوى والإيمان وبالعلم بمختلف شعبه وفنونه، شأن الصحابة الشباب النجباء الذين تضلعوا من علوم الدين حتى الثمالة، هذا الدين الذي أملى عليهم واجبهم الديني في تطهير المجتمع الهمجي الوثني من جهالة الجهلاء، وتعلموا من مدرسة الرسول عليه السلام كيفية التعامل مع أصناف الأمم، أولا باكتساب اللغات، ومعرفة التقاليد والعادات، وترجموا الكتب الموروثة من الحضارات القديمة، واستعانوا بها على تأسيس حضارة إسلامية جمعت بين الموروث المفيد من الحضارات القديمة، وبين حضارة الأخلاق ومواصفات الإنسانية المكرمة التي أتى بها الإسلام الذي جدد علاقات العبودية الحقة بين الإنسان وخالقه.
وللتلميح إلى ما بذله شباب سلف الأمة في خدمة العلم، نذكر أولا سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه الذي كان عمره يوم دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة إحدى عشرة سنة، وكان من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مترجما للرسائل الواردة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسريانية، ولأمانته وعلمه وفضله كلفه أبوبكر الصديق بجمع القرآن قائلا له: "اجمع القرآن واكتبه في مصحف واحد لأنك كنت تكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وأنت رجل شاب عاقل لا تنهمك" وجمعه في مصاحف ورتبه فيها كما هو مرتب في مصحف عثمان رضي الله عنهم، وهذه منقبة عظيمة للشباب لأن العلم يحتاج للعقول الشابة المستنيرة. ونأتي بمثال آخر من هؤلاء الشباب الخير الممثل في حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما المخاطب من طرف عمر رضي الله عنه "إنه قد طرأت علينا أقضية وعضل فأنت لها ولأمثالها" وكان عمر(ض) يحضره مجالس أهل الرأي من الشيوخ فكلموه في ذلك فقال "إنه من قد علمتم" وكان عمر(ض) إذا ذكره يقول "ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول" وهو الملقب بترجمان القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة حين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن الشباب من اختاره النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لقيادة جيش المجاهدين في سن مبكرة كأسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عقد له النبي عليه الصلاة والسلام على رأس جيش المجاهدين إلى مؤتة مكان استشهاد أبيه زيد، وتحت رايته كبار المهاجرين والأنصار أمثال أبي بكر وعمر وأبوعبيدة وسعد بن معاد وهو شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وقال في حقه النبي الكريم "إنه كان لخليقا بالإمارة فإنه من خياركم" وذلك في السنة الحادية عشرة في الوقت الذي اشتد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم.
معشر الشباب، إنما لمحت إلى ثلاثة نماذج، ومن أراد أن يعرف ما قدمه شباب الإسلام في ميادين العلم وخدمة الإسلام فعليه بكتب السير وما أكثرها، ولا أريد أن أختم هذا المحور دون الإشارة إلى بعض نبغاء الإسلام الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا التقدم العلمي كنموذج لبعض رجال الإسلام الذين سخروا عقولهم وعبقريتهم لتأسيس هذا الصرح الحضاري الإنساني العظيم لتزول عن شبابنا عقدة الإحساس بتفوق عقول أبناء الأمم الأخرى على عقول أبناء الأمة الإسلامية ولاسيما في ميدان الطب والعمران، إذ كانت أوربا في قرونها الوسطى عالة على الحضارة الإسلامية سواء في المشرق الإسلامي أو في مغربه، فالعالم الجغرافي 'الشريف الإدريسي' الذي كان أول من توصل إلى جغرافية الأرض، و'أبو بكر الرازي' الذي ألف في الطب ما يناهز 230 كتابا و رسالة المتوفى أوائل القرن الرابع الهجري، 'الزهراوي خلف بن عباس الأندلسي القرطبي' أول من عالج حصوة المتانة بالتفتيت، وأول جراح في التاريخ، وأول من ربط الشرايين لمنع النزيف كما جاء في دائرة المعارف البريطانية ألف كتابا في أسماء العقاقير باللغات الحية ءاذ ذاك: السريانية والفارسية واليونانية علاوة على اللغة العربية. ثم صاحب التذكرة الأنطاكية في الطب ونزهة الأذهان في إصلاح الأبدان 'داود الأنطاكي' الذي انتهت إليه رئاسة الأطباء في زمانه، أحكم اللغة اليونانية وله مؤلفات في الطب شرح عينية ابن سينا. 'ابن النفيس 687هـ 1288م، علي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي أول من اكتشف الدورة الدموية الرئوية الصغرى وكان يخطئ جالينوس في بعض الحقائق الطبية التي توصل إليها في بحوثه المتعددة ولإخلاصه للإنسانية في مهنته وقف كتبه وأملاكه على المارستان المنصوري بالقاهرة. 'محمد بن الحسن بن الهيثم (354/430هـ 965/1038م) المهندس المصري المولد والنشأة البصري الموطن كان يلقب ببطليموس الثاني، بل قيل انه استدرك عليه في بعض النظريات، وهو أول من تخصص في علم البصريات واكتشف استعمال الزجاج في تقوية البصر، وللآن على ما نسمع فان عقول العرب والمسلمين هم الذين يحركون دواليب أدق التقنيات في عالم الصناعة والتكنولوجيا. ذكرت هذا الفتات من الأمثلة معشر الشباب، لتدركوا أن سلفكم الصالح من المسلمين لم يهتموا بعلم الدين فقط بل بنوا حياتهم الروحية على امتن الأسس، وتعلموا منه أن من واجبهم ولوج الفضاء العلمي الشاسع مشاركة منهم في تقوية الأمة بما يمكن الوصول إليه من الأسرار الكونية ولفهمهم معنى قوله تعالى "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" (آية 78 سورة النحل)، وشكر نعم السمع والبصر والأفئدة في استفراغ قدراتها في خدمة العلم إذ هو أساس نهضة الأمم، وعقول الشباب عراب هذه النهضة.

الشباب والعمل ومنابذة الكسل

إن الإسلام دين الحركة والعمل لا دين البطالة والكسل لو تتبعنا آيات الأمر بالعمل في القرءان والسنة لطال بنا الوقت ولكن نقتصر على بعض الآيات الشاملة العامة لكل أعمال الخير، فمثلا الآية105 من سورة التوبة "وقل اعملوا فسيرى الله عمالكم ورسوله"صدق الله العظيم، هذه الآية الكريمة ترغب في العمل لان الله تعالى يراه فيجازي صاحبه على قدر إخلاصه ونيته، ويراه الرسول عليه السلام فيستغفر له ويدعوا له ويراه المؤمنون فيثنون عليه ويحبونه ويدعون له، ويفضي بالإنسان العمل الصالح إلى دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام "واجعل لي لسان صدق في الآخرين" وقوله تعالى " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض" (آية 10 سورة الجمعة)، وذكر الله تعالى النهار بأن جعله معاشا أي لكسب الرزق والسفر في طلبه فقال في سورة النبأ "وجعلنا النهار معاشا" والله تعالى يحب العبد المحترف، ويبغض الكسول البطال كما أورد الدارقطني قوله صلى الله علبه وسلم "إن الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغني بها عن الناس"، كما روى الطبراني في معاجمه الثلاثة من حديث كعب بن عجرة انه صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع أصحابه ذات يوم فنظروا إلى شاب ذي جلد وقوة وقد بكر يسعى، فقالوا ويح هذا لو كان شبابه وجلده في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم "لا تقولوا هذا فانه إن كان يسعى على نفسه ليكفها عن المسألة ويغنيها عن الناس فهو في سبيل الله، وان كان يسعى على أبوين ضعيفين أو ذرية ضعاف ليغنيهم ويكفيهم فهو في سبيل الله، وان كان يسعى تفاخرا وتكاثرا فهو في سبيل الشيطان"، وقال عمر رضي الله عنه "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة". وأذكركم معشر الشباب أن أباكم آدم كان فلاحا، وان أول الرسل نوحا كان نجارا، وان نبي الله شعيبا كان كسابا، وان نبي الله إدريس كان خياطا، وان نبي الله وكليمه موسى كان راعيا، وان نبي الله داود مع ملكه كان حدادا، وان خاتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام كان راعيا ثم تاجرا ثم مجاهدا، من هنا تدركون أن العمل شرف وان الاسترزاق من فضل الله تجارة أو صناعة أو زراعة أو ماشية أو حرفة كيفما كان نوعها مادامت في إطار الشرع استغناء في الدنيا عن الناس وحفظا لماء الوجه والكرامة، وجهاد في سبيل الله ليجزى صاحبه في الآخرة جزاء المجاهدين، وان البطالة والكسل والدعة وتضييع الوقت في اللهو واللعب والمجون والسهر في الخرافات قتل للحياة والدين وهدر للكرامة ومدعاة للفقر والمذلة وسوء العاقبة والعياذ بالله، فالشاب المسلم التقي العاقل لا يقبل لنفسه أن يكون حثالة المجتمع يعيش على الهامش، ولا يرضى لنفسه أن تكون كرامته مداسة بل لابد لطموحه أن يشرءب إلى الأفق الأعلى ليكون نجما مضيئا لنفسه ولمجتمعه القريب والبعيد. فقد قال بعض الفضلاء: فكن رجلا رجله في الثرى وهامة همته في الثريا.
والعمل الصالح كيفما كان نوعه مصدر السعادتين العاجلة والآجلة، يقول ربنا الكريم في سورة النحل آية 97 "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" صدق الله العظيم.

الشباب والرياضة

لا نريد أن نمر مر الكرام على أهمية الرياضة للشباب حفاظا على صحتهم وحيويتهم ونشاطهم وتنمية مواهبهم العقلية لان المثل السائر يقول "العقل السليم في الجسم السليم"، وما احل الله ما احل إلا لحفظ الصحة وسلامتها من الأمراض، وما حرم الله ما حرم إلا للأضرار بالصحة والعقل والدين، وللمنافع الصحية التي في الرياضة أعطى لها الإسلام أهمية قصوى والدليل أن غالب أركان الإسلام اشتملت على أنواع من الرياضة، فمثلا الصلاة بما فيها من ركوع وسجود وقيام وجلوس على هيئة معينة وتلاوة وتدبر فكري وهدوء وتركيز وعدد الركعات وفي أوقات معينة، كل هذه الحركات العضوية والذهنية رياضة وأي رياضة، بغض النظر عن كونها عبادة وأي عبادة، حيث جعلها الله تعالى أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة، ومثل هذا يقال في الصيام، فرمضان شهر راحة المعدة وعطلتها السنوية، إذ غالب الأمراض كما ثبت نقلا وطبيا مصدرها المعدة فمن الطب النبوي قوله عليه الصلاة والسلام "المعدة بيت الداء والحمية راس كل دواء وعودوا كل جسم ما اعتاد"، وقد روى الطبراني في الأوسط "صوموا تصحوا وسافروا تستغنوا"، وكثير من الأمراض المزمنة تداوى بالحمية وحتى فكر الإنسان يتحرر من كثير من المعوقات التي لها ارتباط بالمعدة، وقديما قيل "البطنة تذهب الفطنة"، وقال بعضهم: "ينور القلب قليل من الجوع أما الكثير فمن الممنوع".
وفي حديت صحيح "ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من جوفه يكفي ابن ادم لقيمات يقمن صلبه"الأحياء ص 70 ج 3. أما الحج فهو رياضة من أوله إلى أخره، من خروج الحاج من منزله إلى الرجوع إليه، فانظروا إلى أركانه من الطواف الذي خاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة حينما كانوا في طواف عمرة القضا قبل أن تفتح مكة وأخبر بأن قريشا قال بعضهم لبعض تعالوا انظروا إلى قوم أنهكتهم حمى يثرب يسخرون من ضعفهم، فقال النبي للصحابة "رحم الله امرءا أظهر لهم من نفسه قوة" من هنا جاء الرمل السرعة والحزم في المشي في الطواف والاضطباع شأن القوى المجد، و كذلك في السعي بين الصفا والمروة أمر لهم بالخبب وسط المسعي حيث يرونهم: وهو شدة الجري، من هنا نستفيد أن المسلم لا يجوز له أن يضعف أمام عدوه بل يكون كما وصف الله به الصحابة الكرام في سورة المائدة آية 54 " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَددَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " وقوله في سورة الفتح آية 29 "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"(الآية)، ومن الرياضة شد الرحال إلى الوقوف بعرفة والنزول بالمزدلفة والنزول بمنى.
عجيب أمر الإسلام جمع بين منافع الجسم والعقل والروح وبين السعادتين سعادة الدنيا باطمئنان القلب بشعوره بالعلاقات الطيبة مع خالقه حينما يؤدي واجباته الدينية وسعادة الآخرة حينما يتحول من دار التكليف إلى دار التشريف ليعيش مع الحور والولدان في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
أما الرياضة المتعارف عليها وفنونها المتداولة من المصارعة والسباحة والسباقات وفنون الحرب ومن ضمنها كرة القدم، فهي من صميم ما جعله الإسلام وسيلة للمحافظة على صحة وقوة الشباب ليكون مستعدا وقادرا على ما ينتظره منه الإسلام والأمة والوطن، فقد كان عليه السلام يصارع الأبطال ومن ضمنهم بطل قريش الأقوى المسمى 'ركانة' فكان لا يصرع حتى إنه يتحدى الأبطال بوقوفه على جلد بعير حين يسلخ يقف على جهته الداخلية اللزجة فيجذبون الجلد فيتقطع الجلد ولا يتململ، وقد صارعه النبي عليه السلام على مائة شاة فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه غنمه؛ ومن الشجاعة والدين تعلم السبق والرمي والسباحة وسائر أنواع الرياضة البد نية. ولن يقيم الأعداء وزنا للأمة إلا إذا تسلح شبابها بالعزائم الماضية والنفوس الأبية والسواعد القوية؛ وقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم بين الخيل المضمرة لمسافة خمسة أو ستة أميال، والتي لم تضمر بمسافة ميل أو اكثر، وكان يعجبه من أتباعه الشديد القوي الذي لا يصرع ولا يغلب ولا يأذن في الجهاد إلا لمن عرف بطولته؛ ففي غزوة احد استعرض رسول الله الجيش فرد من استصغر فكان فيمن رد رافع بن خديج وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافعا لما قيل له انه رام، فبكى سمرة فقال لامه أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا وردني مع أني اصرعه فبلغ ذالك رسول الله فأمرهما بالمصارعة أمامه فكان الغالب سمرة فأجازه.
ونختم هذا المحور بدليلين من كتاب الله ومن سنة رسول الله فمن كتاب الله تعالى قوله في سور الأنفال "واعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل" أية 60، هاأنتم ترون إن الله تعالى أصدر أمره للأمة لتستعد بكل وسائل القوة لإرهاب العدو لئلا يتجاسر على الحرمات والمقدسات وأساس هذه القوة العقول القوية المفكرة ولا توجد هذه العقول إلا في الأجسام القوية، ولابد للأجسام لتكون قوية أن تتمرن وتتدرب على مواجهة الصعاب لتكون عند الله أحب وأفضل كما جأء عن الصادق ألمصدوق فيما أخرجه ابن ماجة في سننه عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"، وإن لم يكن في الرياضة اليوم إلا رفع راية الوطن بين أعلام البلدان المتقدمة القوية لكفاها شرفا لأنها ألان مقياس التقدم والعنفوان وتكسب الهيبة والاحترام .


الشباب والعفة

من الفترات الخطيرة في حياة الإنسان فترة الشباب والمراهقة والفتوة لمن لم يسعفه الحظ والهداية الربانية بمن يا خد بيده ويوجهه ولم يلقح في صغره بلقاح الإيمان الذي يلجم شهواته الغريزية، ولا سيما في هذا العصر الموبوء بأوبئة الفساد الأخلاقي جراء ما يصدر إلى العالم الإسلامي من الحرية الفوضوية التي وجهت للقضاء على الكرامة الإنسانية والحضارة الإسلامية الممثلة في فضائل الأخلاق التي من جملتها الحياء الذي هو من شعب الأيمان والعفة التي هي من أعظم المميزات للإنسان عن الحيوان والدواب والبهائم مع أن الرسالات السماوية كلها حريصة على تحصين المقدسات الخمس : الدين والعقل والعرض والصحة والمال.
والخروج عن إطار الدين الذي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحرم الزنى خروج عن إطار الإنسانية وفضائلها المثلي، وقد قرر أقصى العقوبات في حق الزانى: ثمانين جلدة وتغريب عام لغير المحصن والرجم حتى الموت للمحصن تحصينا لهذه الكرامة، وقرر طريق الفضيلة والعفة إما بالزواج الشرعي بمعناه المعروف أو بالصوم وتقوية الرادع الديني لغير القادر على مسؤولية الزواج، فالخروج عن هذا الإطار خروج عن إطار العقل وضياع للمال وضياع للصحة، فضياع المال في إنفاقه في معصية الله تعالى وسيسأل عن ذلك أمام الله، ويدخل ذلك في جملة السفهاء الذين قال الله في حقهم " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما " (النساء الآية 5). أما ضياع العرض فان المرء كما يدين يدان، فلا يقدم شخص على الزنا إلا بعد هدم عرضه وشرفه وفضيلته الإنسانية فضلا عن تخريب إيمانه كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الأيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " رواه الحاكم وأخرجه الحاكم والمنذر. فكما هتك الآخرين في أعراضهم فسيتسلط عليه من يهتك عرضه ولعياذ بالله. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله " البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان".
وفي هذا المعنى يقول احد الفضلاء "عفوا تعف نساؤكم في محزم، وتجنبوا ما لا يليق بمسلم إن الزنا دين إذا اقترضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم من يزن يزن به ولو في جداره إن كنت يا هذا لبيبا فافهم يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا سبل المودة عشت غير مكرم".
معشر الشباب إن النبي عليه الصلاة والسلام ناداكم إلى تحصين أنفسكم من الرذائل إما بالتحصين بالزواج الشرعي المبني على أصوله الشرعية مع الوفاء والانسجام والمودة للقادر على تحمل المسؤولية، وإما بكبح جماح النفس وقطع دابر الشهوة بالصوم وتعليق قلبك بالله وتحاشى أسباب إثارة الشهوة من النظر ومعاكسة الجنس الأخر، ومطالعة صحف ومجلات المجون والخلاعة ورفقاء السوء وقنوات العري ومسخ الأخلاق وإلى هذا يوجه القرءان العظيم " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " (إلى آخر الآية 31 من سورة النور)، ويوجه النبي عليه السلام إلى ما ذكر حيث قال " معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء " رواه الشيخان، وكلمة الباءة تعني النكاح ولوازمه والوجاء في الأصل رض الخصيتين للأكباش لتسمن، وهو كناية عن الوقاية من الزنا؛ وأخيرا فان المسلم كريم المنبت كريم الخلق طاهر القلب مهذب النفس ثاقب العقل لا يرضى لكرامته أن تداس ولا لعرضه أن ينتهك فان كانت له القدرة على سنة الزواج عملا بالسنة وتحصينا للنفس وطلبا للولد فذاك وإلا فليتعفف حتى يغنيه الله من فضله والى هذا يوجهكم الله تعالى إذ يقول في سورة النور آية 32/33 " وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ" الآية صدق الله العظيم.
أما حفظ الصحة فلا يخفى عليكم أن أشد الأمراض فتكا بحياة البشر هي المتولدة عن العلاقات غير الشرعية كالسيدا والزهري وما إليها مما اتفق الطب على أن مبعثها الخروج عن الإطار الشرعي في العلاقات الجنسية ولعياذ بالله، وهذه الأمراض للان وقف الطب عاجزا عن مداواتها، وهدا ما اخبر به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب ض قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف انتم إذا وقعت فيكم خمس وأعود بالله أن تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية الا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أخلافهم" الحديث رواه بن ماجة والبزار والبيهقي في شعب الإيمان وصححه الحاكم ، فاقرءوا معي قوله تعالى في سورة النور آية 26 " الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " صدق الله العظيم،

الشباب وعلاقاته بالآباء والأقارب والمجتمع

الإنسان اجتماعي بطبعه، بدءا بآدم عليه السلام الذي اسكنه الله جنته ولم يهدأ له بال حتى خلق له حوى، قال تعالى في سورة الأعراف الآية 189 " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها " الآية وبقدر ما يرتبط الإنسان بأخيه الإنسان بقدر ما يشعر بالدفء والاستقرار.
والإسلام يحض على الترابط الاجتماعي باستعمال الوسائل المؤدية إلى هذا الترابط ومنها المعاشرة الحسنة والإحسان، ومن الأدلة الكثيرة نختار هذه الآية الشاملة في سورة النساء آية 36 "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً "، وقوله تعالى " وقولوا للناس حسنا ' صدق الله العظيم، أي كلاما جميلا يجدب القلوب ويحرك شعور المحبة التي تؤدي إلى الترابط الاجتماعي، وهذا الترابط الاجتماعي من أعظم مميزات الإسلام بدءا بعطف الآباء على الأبناء وبرور الأبناء بالآباء ثم ينموا هدا الترابط من الأقرب إلى الأقرب حتى يعم الجوار الذي يفضي حتى إلى الجار الأجنبي عن دينك يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا الذين شملهم حق الجوار؛ وهكذا يدعوا الإسلام إلى الترابط الإنساني بشرط أن يحرص المسلم على دينه وعقيدته ويحذر ممن تجلب عليه هذه العلاقة المساس بالمقدسات، فمدار الإسلام على حسن العلاقات مع الله ورسوله أولا ومع الوالدين ثانيا والأقارب ثالثا والجيران رابعا ومع المسلمين عامة ومع الإنسانية جمعاء لقوله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" تفسير لقوله تعالى " وانك لغلى خلق عظيم" أي لعلى أدب عظيم، تفرد به الإمام احمد كما ورد في تفسير ابن كثير.
ومن مكارم الأخلاق المعاشرة الطيبة التي تربط بين الفرد والجماعة، فالشاب القادر على جعل نفسه اجتماعيا بقدرته على إدخال البهجة إلى قلوب والديه وأقاربه ومجتمعه، هو الذي بإمكانه التربع على قلوب الناس لقوة إيمانه وتوسع دائرته العلمية والعقلية والخلقية فأدرك انه ممنون لمن ولده ورباه وترعرع في حضنه ولمجتمعه الفاضل الذي له الشرف بالانتساب إليه ولوطنه الذي منحه الهوية ووسائل الحياة؛ ولابد لهذا الشاب البار أن يحاول أن يكون عند حسن الظن ومفخرة لأهله و لدينه ولوطنه، لتتحقق فيه دعوة الخليل عليه السلام "رب اجعل لي لسان صدق في الآخرين"، فأينما ذكر اسمه أثار الإعجاب.
واختم هذا المحور بثلاثة أوصاف جليلة تحببكم معشر الشباب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضمنها هذا الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون يحبهم الناس ويحبون الناس" جعلنا الله كذالك امين.


بعض الاخطار المرتبطة بشباب اليوم

هذا المحور وحده يستحق ان يكون عرضا مستقلا أو عروضا متعددة لما يتعرض له شباب اليوم من أخطار روحية وأخلاقية واجتماعية، ولكننا اليوم نقتصر على خطرين عصم الله الأمة وشبابها من سائر الأخطار.
الخطر الاول: العصرنة المعولمة ونعني بها الحداثة اللاعقلانية، فكما تعلمون فان الإسلام دين الوسطية في كل شيء، ولكن غالب المسلمين لا يحسنون هذه الوسطية فإما يسدوا الباب نهائيا على كل جديد وهذا خطاء فادح لان الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيثما وجدها، وإما أن يفتح الأبواب على مصراعيها على الحضارة الغربية. فحبذا لو استفاد الشباب من إيجابياتها. بل إن شبابنا كثيرا ما تستهويه السلبيات الممثلة في التقليد الأعمى من التفنن في الملذات البهيمية والتفسخ والانحلال الخلقي والاختلاط الفاحش والمجون والفن الساقط والعري والرقص في الملاهي الليلية وإحياء بعض المظاهر المتعلقة بديانتهم وأعيادهم التي لا تمت للإسلام بصلة، كل ذلك تحت عنوان العصرنة والحداثة والحرية الفردية وحرية التدين والاعتقاد وتحرير المرأة من القيود وحرية الإنسان والديمقراطية الموهومة وما إلى هذا من العناوين الخادعة لمن لم يلقح بلقاح الإيمان والتربية الصالحة المنبثقة من مبادئ الإسلام وأخلاقه الكريمة. ومع أن العالم أصبح قرية كما يقال، فبدلا من أن يصدر شبابنا ما لدينا من هدى للبشرية إلى طريق الرشاد، يستورد عملة مزيفة لا تروج إلا في سوق الكساد، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول "لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه (وفي رواية لتبعتموهم) قيل يارسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟" رواه الشيخان من حديت ابي سعيد الخدري؛ نعم للحداثة ولكن فيما تتقوى به الأمة وتتقدم لا فيما تتهاوى وتتأخر.
الخطر الثاني: الأصولية المتشددة ، واعني بها تلك العقيدة المتزمتة المتصلبة التي تضيق على الناس دينهم، وتحول الإسلام من حنيفية سمحة التي قال فيها النبي الكريم " أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة" أي السهلة اللينة رواه البخاري، إلى ملة ضيقة متحجرة؛ يالله معشر الشباب حذار حذار من التفريط والإفراط، فالتفريط في الدين وشريعته وأخلاقه خروج عن الجادة إلى الجهالة العمياء والإفراط وهو التشدد على النفس وعلى الناس وفهم الدين على انه قسوة على النفس قسوة على الحياة قسوة على الناس، هذه العقيدة المتزمتة المبنية على فهم سقيم للدين هي التي جعلت صاحبها يضيق رحاب الإيمان ويوسع دائرة الشرك والبدع وتجعل صاحبها متعصبا لرأيه السقيم وتصوراته الخاطئة، يفسر نصوص الشرع حسب هواه قال تعالى " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ " القصص اية 50.
هذا ولمن يبحث عن طريق الهدى انقل من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ربنا الكريم في سورة الحج اية 78 " وما جعل عليكم في الدين من حرج"، أي ما كلفكم ما لا تطيقون وما ألزمكم بشيء يشق عليكم والنبي صلى الله عليه وسلم في حديت جبريل المروي في الصحاح عرف الإسلام وعرف الإيمان وعرف الإحسان ، عرف الإسلام بالأركان الخمس وعرف الإيمان بالمعتقدات الست وعرف الإحسان بالإخلاص لله في العبادة.
بالله عليكم ماذا يقول لله من اتهم مسلما مؤمنا بالله معتقدا بوحدانيته مؤديا لأركانه، أما في الإخلاص فهو فيما بينه وبين ربه فلم نكلف بشق القلوب والإطلاع على أسرارها، اتهمه بالشرك وبالبدعة مع انه لم يفرق بين البدعة والشرك ولا بين البدعة المحرمة المتناقضة مع الكتاب والسنة وبين عمل داخل في إطار قوله صلى الله عليه وسلم "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".
معشر الشباب ان هذا التطرف الأعمى هو الذي جر الويلات على المسلمين في كل مكان لان أصحابها لم يستمدوا من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هادن اليهود في المدينة حتى غدروا به إذ داك نفد فيهم شريعة الله بإذن من الله، وعايش المنافقين يدارهم حتى انتقل الى الرفيق الأعلى ولم يقتل أحدا منهم مع علمه بداخليتهم، وعايش أعراب البادية الجفات بحسن خلقه حتى هداهم الله على يديه وقال الله في حقه " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر" صدق الله العظيم.
ومن صفات المؤمن التقي محبة إخوانه المؤمنين بلا تميز إلا بالتقوى لا بالصورة والهندام ولا بادعاء السنة المشوهة، يقول ربنا الكريم في وصف الصحابة الكرام "رحماء بينهم"، ويقول في سورة المائدة "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين"؛ وكل من يدعي الصلاح لنفسه واعتقد غيره على الباطل فقد زكى نفسه ولعياذ بالله وخالف أمر الله حيت قال "ولا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن اتقى" صدق الله العظيم (سورة النجم) ونبي الله يوسف عليه السلام وهو المعصوم قال" وما أبرء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء" سورة يوسف، وكل من يمطط الشرك ويبدع ويضيق الحنيفية السمحة فهو من الجاهلين، ومن أراد منكم ان يأخذ دينه غضا طريا فاليأخده من العلماء المتقين المشهود لهم بالكفاءة العلمية المتسلسلة من شيخ إلى شيخ إلى أن اتصلت السلسة بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم عملا بقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" اية 43 النحل "ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم" النساء آية 83 وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عسى عليه السلام قال "إنما الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى عالم " رواه الطبراني في الكبير، وانتم معشر الشباب في بلد يصدر الإسلام، ولا يستورده إلا من هدى القرءان وسنة النبي المختار، أكرم الله بلدكم المغرب مند بزوغ فجره وأكرمه بوسائل الوحدة عضوا عليها بالنواجذ، فالفرقة عذاب والوحدة رحمة.

الخاتمــــــــة
ختم الله لنا جميعا بالسعادة آمين

معشر الشباب، وبالإيجاز نلخص عصارة ما توخيناه من الإرشاد في صفات الإنسانية الفاضلة التي لا تتصور إلا في الإنسان المسلم العارف بربه المتفاني في خدمة دينه الحريص على عزة أمته وتعزيز وطنه، فشيوخ الأمة أعطوا من شبابهم ما لولا هذا العطاء لما وجدتم هذا الوطن المسلم الحر الذي تعتزون بأمجاده الخالدة وتاريخه المجيد، فبالأمس كان مستعمرا فتحرر وبالأمس كان ممزقا فاكتمل والآن والعالم كأنه على فوهة بركان الفتن والحروب والأوجاع وعدم الاستقرار وكثرة الاضطرابات والأخطار في كل مكان، والمغرب المعتز بدينه وتاريخه ووحدته مستقر ءامن ومحترم بفضل الله تعالى ثم بتضحية رجال صادقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
و انتم معشر الشباب أبناء وحفدة هؤلاء الرجال الأفذاذ فقد قيل "الولد سر أبيه " فعلى الله تعالى أولا وعلى حيويتكم وشهامتكم وهمتكم وإيمائكم وشممكم وغيرتكم وثقافتكم واعتزازكم بتاريخ بلدكم وبإسلامكم وبأخلاقكم المستمدة من القرءان ومن هدي النبي المختار وبتظافر جهودكم في الحرص على دينكم القويم وتقدم بلدكم، فعلى الله وعلى من يتصف بهده الأوصاف التي هي ميزة الإنسان المسلم الذي يقدر ثقل المسِِؤولية المنوطة بعنقه والأمانة التي سيتسلمها من قريب، فعليكم وعلى سائر الشباب المغربي بعد الله المعول على السير قدما بالبلاد إلى مدارج الرقي والتقدم محافظين على هويتكم الإسلامية الموحدة المتراصة والمؤسسة على العقيدة السنية الأشعرية وعلى مذهب إمام دار الهجرة مالك بن انس رحمه الله وعلى منهج الإمام العارف بالله الجنيد في السلوك وعلى النظام الملكي المبني على البيعة الشرعية لفرع العترة النبوية الممثل في الأسرة العلوية الشريفة وعلى الوحدة الوطنية من الكويرة في أقصى الجنو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madrasttarrasst.yoo7.com
حسن اليوربوعي

حسن اليوربوعي


عدد المساهمات : 571
نقاط : 11794
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 53
الموقع : جهة سوس

الشباب في خدمة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشباب في خدمة الإسلام   الشباب في خدمة الإسلام I_icon_minitimeالخميس 28 أكتوبر - 13:35

المحاضرة ألقيت في مدرجات كلية الشريعة بعمالة إنزكان آيت ملول مساهمة من الرابطة المحمدية للعماء بالمغرب في شخص ممثلها بالعمالة العالم الجليل الحاج أحمد اليوربوعي عضو الرابطة ومدير مدرسة المسجد الكبير العتيقة بتراست إنزكان آيت ملول وهو من فقهاء البارزين في المنطقة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشباب في خدمة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الشباب والتنمية
» احسن ما قيل في اخلاق الشباب
» الإسلام والوحدة
» جمالية الإسلام
» الإسلام والوحدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة المسجد الكبير العلمية العتيقة بتراست  :: نادى الرجل المسلم :: الشباب-
انتقل الى: